والمَلَاوِيثُ في قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ ، أَنشده يَعقوبُ :
كانُوا مَلَاوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ |
|
فَقْدَ البِلادِ ـ إِذا ما تُمْحِلُ ـ المَطَرا |
قال ابن سِيدَه : إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ ، ولو تركَه لغَنِيَ عنه ، قال ابن بَرّيّ : «فَقْدَ» : مفعولٌ من أَجله ، أَي احتاج الصديق لهم لمّا هَلَكوا ، كفقِد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ.
واللُّوَاثَةُ بالضَّم : الجَمَاعَةُ من الناس ، وكذلك من سائرِ الحيوان كاللَّوِيثَةِ ، على فَعِيلة ، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى ، كذا في النّوادرِ ، ويقال : رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من الناس وهُواشَة (١).
واللُّوَاثَةُ : دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ لئِلّا يَلْزَقَ به (٢) ، كاللُّوَاثِ ، بالضّمّ ، وعليه اقتصرَ ابنُ منظور ، ونقلَه عن الفَرّاءِ.
واللُّوَاثَةُ أَيضاً : الذي يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ويَتَلَطَّخُ به ، نقله الصّاغَانيّ.
وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَت الرُّطْبَ بضمٍّ فسكون في اليابِسِ.
وعبارة اللّسان : وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ : يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرُّطْبُ بعد ذلك ، ثمّ قال : وقد يكون في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ، ولا يكاد يُقَالُ في الثُّمَامِ : أَلْوَثَ ، ولكن يقال فيه : بَقَلَ ، ولا يُقَال في العَرْفَجِ : أَلْوَثَ ، ولكن : أَدْبَى وامْتَعَسَ [زِئْبِرُهُ] (٣).
وَالأَلْوَثُ : المُسْتَرْخِي ، والقَوِيُّ. ضِدٌّ ، وقد تقدّم أَن اللّوثَةَ ، بالضم : الضَّعْفُ ، وبالفَتْحِ : القُوّة والشّدّة ، والاسم مِن كلٍّ منهما أَلْوَثُ ، فيكون بهذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد.
والأَلْوَثُ أَيضاً : البَطِيءُ الكلام[والثَّقِيلُ] (٧) ، وفي بعض الأُمهات : الكَلِيلُ اللِّسَانِ ، والأُنثى لَوْثَاءُ ، والفِعْلُ كالفِعْل.
واللِّيثُ بالكسر : نباتٌ مُلْتَفٌّ ، صارت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قَبْلَهَا.
ولِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ ، ككَيِّسَةٍ : مُلْتَفّةٌ ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات ، فهو مَجاز ، اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه ، هكذا في النُّسخ التي بأَيْدِينا ، وقد تكلَّم شيخُنَا على ذلك فقال : الأَوْلَى «شَمَطُهَا ببيَاضِهَا» ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة ، ثم الصواب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا ؛ لأَن الشَّمَطَ هو بياضُ الشَّيْبِ الذي يَعْتَرِي الشَّعرَ ، فتأَمَّلْ.
انتهى ، وسيأْتي في ل ي. ث.
ونَبَاتٌ لائثٌ ، ولَاثٌ ، ولَيِّثٌ. ككَيِّسٍ : الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ والْتَبَسَ ، وكذلك الكَلأُ ، وفي بعض النسخ : «على بَعْضٍ» (٤) ، فأَمّا لائِثٌ فَعَلَى وَجْهِه ، وأَمّا لاثٌ : فقد يكونُ فَعِلاً ، كبَطِرٍ وفَرِقٍ ، وقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ ، [وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عن لائث ، من لاث يلوث فهو لائثٌ ووزنهُ فالِع] (٥) قال العَجّاج :
لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ ، كلَاثٍ ، والْتَاثَ وأَلاثَ ، كلَاثَ.
وقال ابن منظور : واللّائِثُ واللَّاثُ من الشَّجَرِ والنّبَات : ما قد الْتَبَس بعضُه على بعض ، تقول العَرَبُ : نباتٌ لائِثٌ ولاث ، على القلّب ، وقال عديّ بن زيد :
ويَلْهَدْنَ ما أَغْنَي الوَلِيُّ ولم يُلِثْ |
|
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا (٦) |
أَي لم يَجْعَلْهُ لائِثاً ، ويقال : لم يُلِثْ ، أَي لم يُلِثْ ، بعضُهُ على بعضٍ ، من اللَّوْثِ وهو اللَّيُّ.
وقال أَبو عبيد : لاثٍ بمعني لائِث ، وهو الذي بعضُه فوقَ بَعْضٍ.
__________________
(١) بالأصل «وهواثه» وما أثبت عن التهذيب واللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله وهواثة كذا بخطه والذي في اللسان : وهواشة بالشين المعجمة. قال المجد : والهواشات بالضم الجماعات من الناس والإبل ، اه».
(٢) الأصل واللسان ، وفي التكملة : يلتصق به.
(٣) زيادة عن اللسان.
(٧) واو العطف سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.
(٤) كما في التكملة والتهذيب.
(٥) زيادة عن اللسان.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله يلهدن كذا في التكملة ، وفسرت يلهدن بيأَكلن ، وفي اللسان : يأكلن» وفي التهذيب : ويأكلن ، وفي التكملة المطبوعة : وألهدن.