والمُكْرَبُ ، بضمّ الميم وفتح الرّاءِ المَفَاصِلِ : المُمْتَلِئُ عَصَباً. ووَظِيفٌ مُكْرَبٌ : امتلأَ عصَبَاً.
وحافِرٌ مُكْرَب : صُلْبٌ ، قال :
يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا |
بمُكْرَبَاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبَا |
وعن اللّيث : يقالُ لكلّ شيءٍ من الحَيوان إِذا كان وَثِيقَ المَفَاصِل : إِنّهُ لَمُكْرَبُ المَفاصلِ. وفي الأَساس : ومن المجاز : هو مُكْرَبُ المَفَاصِل : مُوَثَّقُهَا (١). والمُكْرَبُ : الشَّدِيدُ الأَسْرِ من الدَّوَابّ. وإِنّهُ لَمُكْرَبُ الخَلْقِ : إِذا كان شديدَ الأَسْرِ ، وعن أَبي عَمْرٍو : المُكْرَبُ من الخَيْلِ : الشَّدِيدُ الخَلْقِ والأَسْر. وقال غيرُهُ : كُلّ العَقْدِ من حَبْلٍ ، وبِنَاءٍ ، ومَفْصِلٍ* : مُكْرَبٌ. وفي بعض النُّسَخ : أَو مَفْصِلٍ وعن ابْنِ سيدَهْ : فَرَسٌ مُكْرَبٌ ، أَي : شَدِيدٌ.
والإِكْرَابُ ـ مصدرُ أَكْرَبَ ـ المَلْءُ يُقَال : أَكْرَبْتُ السِّقاءَ ، إِكراباً : إِذا ملأْهُ ، قاله ابْنُ دُرَيدٍ ، وأَنشدَ :
بَجَّ المَزَادِ مُكْرَباً تَوْكِيرَا (٢)
وقيل : أَكْرَبَ الإِنَاءَ : قَارَبَ مَلأَهُ.
والإِكْرَابُ : الإِسْرَاع ، يُقال : خُذْ رِجْلَيْكَ بِأَكْرَابٍ ، إِذَا أُمِرَ بالسُّرْعة أَي : اعْجَلْ وأَسْرِعْ. قال اللَّيْثُ : ومن العرب مَنْ يقول : أَكْرَبَ الرَّجُلُ ، إِذا أَخَذَ رِجْلَيْهِ بإِكْرَابٍ ، وقَلَّما يُقَالُ : وأَكْرَبَ الفَرَسُ وغيرُه ممّا يَعْدُو [أسرع] (٣) وهذه عن اللحْيانيّ. وقال أَبو زيدٍ : أَكْرَبَ الرَّجُلُ إِكْرَابا : إِذا أَحْضَرَ ، وعَدَا. والإِكرابُ ، بمعنَيَيْهِ ، من المَجَاز.
والكَرَابَةُ بالضَّمِّ والفتح : التَّمْرُ الّذِي يُلْتَقطُ من أَصول الكَرَبِ بَعْدَ الجَدَادِ ، والضَّمُّ أَعلَى. وقال الجوهريُّ : الكُرَابَةُ ، بالضّمّ : ما يُلْتَقَطُ من التَّمْرِ في أُصولِ السَّعَفِ بعد ما يُصْرَمُ (٤). ج : أَكْربةُ ؛ قال أَبو ذُؤَيْبٍ :
كَأَنَّما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَكْرِبَةٍ |
على سَيَابَةِ نَخْلٍ دُونَهُ مَلَقُ |
قال أَبو حنيفة : الأَكْرِبَةُ ، هنا : شِعافٌ يَسِيلُ منها ماءُ الجِبالِ ، واحدتُها كَرْبَةٌ. قال ابْنُ سِيدَهْ : وهذا ليس بقَوِيّ ؛ لأَنَّ فَعْلاً ، لا يُجْمع على أَفْعِلة. وقال مَرَّة : الأَكرِبَة : جمعُ كُرَابَةٍ ، وهو ما يَقَعُ من ثَمَر النَّخْل فِي أُصولِ الكَرَب. قال : وهو غَلطٌ ، قال ابْنُ سِيدَهْ : وكذلك قوله عندي غَلَط ، أَيضاً (٢) ، وكَأَنَّه [جُمِعَ]* على طَرْحِ الزّائِدِ الّذِي هو هاءُ التَّأْنِيثِ ، هكذا في نسختنا ، وهو الصَّواب. وفي نسخة شيخِنا «على طرح الزّوائد» أَي : بالجمع ، فاعتُرِضَ ؛ لأَنّ فُعالاً بالضَّمّ.
هكذا في سائر النُّسَخ الأُصُولِ. وهو خطأٌ ، وصوابُهُ : «لأَن فُعالَةً» أَي : كثُمامَةٍ ، ومثلُهُ في المُحَكَم ولسان العرب ، لا يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ. قال شيخُنا : ثمَّ ظاهرُ كلامِهِما ، أَي : ابْن سِيدَهْ وابْنِ منظورٍ ، بل صَرِيحُهُ أَنّ فُعالَةً لا يُجمَعُ على أَفْعِلَةٍ مُطْلقاً ، فإِذا سقطتِ الهاءُ جاز الجمعُ (٥) ، وليس كذلك ، فإنّ أَفْعِلَةً من جُموعِ القِلّ الموضوعة لكلِّ اسْمٍ رُبَاعيّ ممدود ما قبلَ الآخِرِ ، مُذكّر ، فيشمَلُ فِعالا ، مُثَلَّث الأَوّل ، كطَعامٍ وحِمارٍ وغُرَاب ، وفَعِيل كرَغِيفٍ ، وفَعُولٍ كعَمُود. فكلّ هذه الأَمثلة مع ما شابَهها ممّا توفّرَتْ فيه الشُّرُوط المذكورة يُجْمَعُ على أَفْعِلَةٍ ، كأَطْعِمَةٍ وأَحْمِرَةٍ ، وأَغْرِبَة وأَرْغِفَةٍ ، وأَعْمِدَةٍ ، وما لا يُحْصَى. وكُرَابَةٌ ـ على ما ذكره ابْنُ سِيدَهْ وابْنُ مَنْظُورٍ ، وقَلَّدَهما المُصَنِّف ـ يحتاج إِلى إِسقاط الزّائد ، وهو الهاءُ ، كما هو صريح كلامِ ابْنِ سِيدَهْ وغيرهِ ، ويُزاد عليهِ الحُكْمُ بالتَّذْكِير باعتبار معناه ؛ لأَنّه الباقي. وأَمّا مع التّأْنيث فلا يجوز ، لأَنَّ فِعَالاً إِذا كان مُؤَنَّثاً ، كذِراعٍ وعَناق ، لا يُجْمَعُ هذا الجمعَ ، كما صرّح به الشَّيْخُ ابْنُ مالكٍ ، وابْنُ هِشامٍ ، وأَبُو حَيّان ، وغيرُهم من أَئمّة النّحْو ، ثُمّ قال : ولِعَليٍّ القاري في نامُوسه هنا التَّفْرِقَةُ بينَ المضموم والمفتوح ، فجَوَّز الجمعَ في المفتوح دُونَ المضموم ، وهو غلطٌ مَحْضٌ ، والصّوابُ ما قَرَّرناه. انتهى.
وقال الأَزهريُّ : تَكَرَّبَها ، أَي : الكُرَابَةَ ، إِذا التَقَطَهَا.
وفي بعض النُّسَخ : تَلَقَّطَها ، أَي : من الكَرَب (٦).
__________________
(١) وفي المقاييس : مفاصل مكربة أي شديدة قوية.
(*) عن القاموس : أو بناءٍ أو مفصل.
(٢) اللسان كرب ، وفيه في مادة بجج «موكراً موفوراً» ووكر الإناء والسقاء والقربة والمكيال وكراً ، ووكره توكيراً كلاهما ملأه.
(٣) زيادة عن اللسان.
(٤) كذا بالأصل والصحاح ، وفي اللسان : تَصرّم.
(*) سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية معاً وما أثبتناه من القاموس.
(٥) فيكون كأنه جمع فعالاً. (اللسان).
(٦) وهي عبارة اللسان.