والطِّيبُ م أَي ما يُتَطَيَّبُ به ، وقَدْ تَطَيَّبَ بالشَّيْءِ. وطَيَّبَ فُلَانٌ فُلاناً بالطِّيبِ ، وطَيَّبَ صَبِيَّهُ (١) إِذَا قَارَبَه ونَاغَاه بكَلَام يُوَافِقُه. والطِّيبُ : الحِلُّ كالطِّيبَةِ. ومنه قولُ أَبِي هُرَيْرَةَ حِينَ دَخَل على عُثْمَانَ ، رضياللهعنهما ، وهو محْصُور : «الآن طَابَ الضِّرَابُ» أَي حَلّ القِتَال ، وفي روَايَة : «الآن طَابَ امْضَرْبُ» يُرِيدَ طَابَ الضَّرْب ، وهي لُغَةٌ حِمْيَريَّةٌ (٢).
وفي لسان العرب : وَفَعَلْتُ ذَلِك بِطِيبَةِ نَفْسي ، إِذَا لم يُكْرِهْك أَحَدٌ عَلَيْهِ. وتَقُولُ : مَا بِهِ مِنَ الطِّيب ، ولا تَقُل : من الطِّيبَة.
والطِّيبُ : الأَفْضَلُ من كُل شيء. والطَّيِّبَاتُ من الكَلامِ : أَفْضَلُه ، ويُرْوَى أَنَّ عِيسَى عليهالسلام كَانَ يَأْكُلُ من غَزْلِ أُمِّه.
وأَطْيَبُ الطَّيِّبَاتِ الغَنَائِم.
والطِّيب : د بَيْنَ وَاسِط وتُسْتَرَ. وقال الصَّاغَانِيّ : بَيْنَ وَاسِط وخُوزِسْتَان. ومن سَجَعَات الحَرِيرِيّ : «وبِتُّ أَسْرِي إِلى الطِّيبِ ، وأَحْتَسِبُ باللهِ عَلَى الخَطِيب. مِنْهَا أَبو حَفْص عُمر بن حُسَين بن خَليلِ المحدّث ، كَذَا في البَهُجَة. وأَبُو حَفْص عُمَرُ بنُ إِبَراهِيم الطِّيبِيُّ الجَمَزِيُّ إِلَى بَنِي جَمَزَةَ بْن شَدَّاد بْنِ تَمِيم كما سَيَأْتِي. وإِلَيْهِم نُسِبَت المحلةِ بِبَغْدَاد.
سَمعَ ابن خَيْرون وابنَ البطر بِبَغْدَادَ وحَدَّث ، وبِنْتُه الشَّيْخَةُ المُحَدِّثَة تمنى. ترجمهما المُنْذِرِيُّ في الذَّيْلِ. تُوُفِّيَت بِبَغْدَادَ سَنَة ٥٩٤.
وسَبْيٌ طِيَبَةٌ كعِنَبَة أَي طَيِّب حِلُّ السِّباء (٣) ، وهو سَبْيُ مَنْ يَجُوزُ حَرْبُه غَدْرٍ ولا نَقْضِ عَهْد. وعن الأَصْمَعِيّ : سَبُيٌ طِيَبَةٌ أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ يَحِلُّ سَبْيُه ، لم يُسْبُوْا ولهم عَهْدٌ أَو ذِمَّةٌ ، وهو فِعَلَةٌ من الطِّيب بوَزن خيَرَة وتِوَلَة وقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ كَذَلك. قال أَئمَّةُ الصَّرْف : قِيلَ : لم يَرِدْ في الأَسْمَاء فِعَلَةٌ «بِكَسْرٍ فَفَتْح» إِلا طِيَبَةٌ بِمَعْنَى طَيِّب. قال شَيْخُنا : لَعَلَّه مَعَ الاقْتِصَار عَلَى فَتْح العَيْنِ وإِلَّا فَقَد قَالُوا : قَومٌ خِيَرَة كعِنَبَة وخِيَرة أَيضاً بسُكُون التَّحْتِية ، فالأَوَّل من هَذِا القَبِيل ، ثم قال : وقَوْلُهم : «في الأَسْمَاء» الظَّاهِرُ أَنَّه في الصِّفَاتِ ، انتهى. والأَطْيَبَان : الأَكْلُ والنِّكَاح (٤) ، عن ابن الأَعْرَابِيّ ، وبِه فُسِّر قَوْلُهم : وَذَهَبَ أَطْيَبَاه ، وقِيلَ : هُمَا النَّوْمُ والنِّكَاحُ ، قالَه ابْن السِّكِّيْت ونَقَلَه في المُزْهِر أَو هما الفَمُ والفَرْجُ ، أَو الشَّحْمُ والشَّبَاب ، وقيلَ : هما الرُّطَبُ والخَزِير ، وقِيلَ : اللَّبَنُ والتَّمْر ، والأَخِيرَانِ عَنْ شَرْحِ المَوَاهِبِ ، نَقَلَه شَيْخُنَا.
والمَطَايِبُ : الخِيَارُ من الشَّيْءِ وأَطْيَبُه كاللحْم وغَيْرِه لا يُفْرَدُ ولا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا كالأَطَايب وَهُوَ مِنْ بَابِ مَحَاسِنَ ومَلَامِح ، ذَكَرَهُمَا الأَصْمَعِيّ. أَو هِيَ مَطَايِبُ الرُّطَبِ وأَطَايِبُ الجَزُور عن ابن الأَعْرَابِيّ. وقال يَعْقُوب : أَطْعَمَنَا مِنْ مَطَايِبِ الجزُورِ ، ولا يُقالُ : مِنْ أَطَايِبَ. وفي الصحاح : أَطْعَمَنَا فُلَانٌ من أَطَايِبِ الجَزُور ، جَمْعُ أَطْيبَ ، ولا تَقُل مِن مَطَايِبِ الجَزُورِ ، وَهَذَا عَكْسُ مَا فِي المحكم.
أَو وَاحِدُهَا مَطْيَبٌ. قَالَه الكِسَائِيُّ. وحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنَّه سأَلَ بعضَ العَرَب عن مَطَايِب الجَزُور ما واحِدُها؟ فقال : مَطْيَبٌ ، وضَحِكَ الأَعْرَابِيّ مِن نَفْسه ، كَيْفَ تَكَلَّف لَهُمْ ذَلِكَ مِن كَلَامِه أَو مَطَابٌ ومَطَابَةٌ بفَتْحِهَا ، كَذَا في المحكم ، ونَقَلَه ابنُ بَرِّيّ عَن الجَرْمِيّ في كِتَابِهِ المَعْرُوفِ بالفَرْقِ (٥) في بَابِ مَا جَاءَ جَمْعُه على غَيْرِ وَاحِدِه المستعمل ، أَنَّه يُقَالُ : مَطَايِبُ وأَطَايِبُ ، فمن قَال مَطَايِبُ فهو عَلَى غَيْر وَاحِدِه المُسْتَعْمَل ، ومن قال أَطَايِبُ أَجْرَاه على وَاحِدِه المُسْتَعْمَل ، انْتَهَى. واستَعَار أَبُو حَنِيفَة الأَطَايِبَ لِلْكَلَإِ فَقَالَ : وإِذَا رَعَتِ السَّائِمَةُ أَطَايِبَ الكَلإِ رَعْياً خَفِيفاً ..
ومن المجاز اسْتَطَابَ نَفْسَه فَهُو مُسْتَطِيب أَي اسْتَنْجَى وأَزَالَ الأَذَى كأَطَابَ نَفْسَه فهو مُطِيبٌ ، عن ابن الأَعْرَابِيّ.
قال الأَعْشَى :
يا رَخَماً قَاظ على مَطْلُوبِ |
يُعْجِلُ كَفَّ الخَارِئ المُطِيبِ |
والمُطِيبُ والمُسْتَطيبُ : المُسْتَنْجِي مُشْتَقٌّ من الطِّيب ، سُمِّي استطَابَةً لأَنَّه يُطِيبُ جَسَدَه بذلك مِمّا عَلَيْه من الخَبَث. وَوَرَدَ في الحدِيث : «نَهَى أَن يَسْتَطِيبَ الرجلُ بِيَمينِه».
الاستِطَابَةُ والإِطَابَةُ كِنَايَةٌ عن الاستِنْجَاءِ (٦).
__________________
(١) عن اللسان ، وبالأصل «وطيّب بنفسه».
(٢) في النهاية : فأبدل لام التعريف ميماً. وهي لغة معروفة.
(٣) اللسان : صحيح السباء.
(٤) في الصحاح : «الأكل والجماع» وفي اللسان : الطعام والنكاح.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «بالفرخ».
(٦) قال ابن الأثير : سمي بها من الطيب ، لأنه يطيّب جسده بإزالة ما عليه من الخبث بالاستنجاء : أي يطهره.