( سلّمكم الله
سلاماً ) ثم حذف الفعل لكثرة الاستعمال فبقي المصدر منصوباً وكان النصب والفعل على
الحدوث فلما قصدوا دوام ننزول « سلام الله » عليه واستمراه أزالوا النصب الدال على
الحدوث فرفعوا « سلام »
أي حينما أرادوا ثبات السلام واستقراره نقلوا إلى الرفع أو « الاسمية » أما إذ
نصبوه فقد اختار واللحدوث والتجدد هذا من جهة ومن جهة أخرى أنّهم جوّز وا الابتداء
بالنكرة ـ ضمن شروط عدّة منها ـ إذا كان فيها معنى الدعاء والابتداء لابدّ فيه من
الرفع جاء في إعراب القرآن في تعليقه على قوله جلّ وعلا : ( وسلام
عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً )
سلام « رفع
بالابتداء وحسن الابتداء بالنكرة لأن فيها معنى الدعاء » ولعل الذي جعل النحاة يجوزون الابتداء
بالنكرة إذا كان فيها معنى الدعاء هو « أنّها ليست أخباراً في المعنى إنّما هي
دعاء أو مساءلة فهي في معنى الفعل كما لو كانت منصوبة » ورفض ابن القيم ما أجمع عليه النحاة من
جواز الابتداء بالنكرة إذ كان فيها معنى الدعاء وقال « وهذا كلام لا حقيقة تحته » والمانع لديه من الابتداء بها هو ما
فيها « من الشياع الإبهام الذي يمنع من تحصيلها عند المخاطب في ذهنه » وليس ذلك حجة ـ في رأي البحث ـ في منع
الابتداء بالنكرة لأنّ الابتداؤ بها
__________________