كلمة المركز
الحمد لله حمداً كثيراً يليق بجلاله ، وصلّي الله نبيّنا محمد وخير البرية آله .. وبعد.
قد يتوهّم البعض ـ نتيجة التأثّر بالحضارة المادية المعاصرة والأفكار الدخيلة الداعية في ظلّ تلك الحضارة إلي التجديد في فهم القضايا الإسلامية ولو بتأويل ثوابتها بهدف محاولة إبراز توافقها وانسجامها مع المفاهيم الحضارية التي فرضتها المدينة المعاصرة ـ أن مسألة الدعاء خاضعة للحالات النفسية التي يسيطر عليها الخوف من المستقبل ويصاحبها القلق والاضطراب نظير ما كان عليه الناس في عصور العجز المادي عن دفع الكثير من الآفات المختلفة من العوارض الطبيعية أو الأمراض الوبائية ممّا كان ذلك يشكّل البعد الأوسع في قلق الناس وتعلّقهم بالحالة الغيبية والإيمان المطلق بقدرتها علي حلّ تلك المعضلات ومنها حالة الدعاء والتوسّل بالله عزّوجّل بأنبيائه وأوصيائهم لصرف مثل تلك الأخطار المتوهّمة ومنها حالات المرض والفقر وغير ذلك مما يصيب الناس يومذاك ويعجزوا أمامها عن فعل شيء.
وأساس هذا التوهّم يقوم علي أمور عدّة لعلّ من أهمّها : حسن النية بدعوات التجديد مطلقاً! مع الانبهار والتأثّر الأعمي بالحضارة المادية والتقنية المعاصرة من دون إدراك لما أظهرته تلك الحضارة المادية الإلحادية من ردود فعل حادّة تجاه الانحراف الفكري والعقدي للكنيسة وتطبيق هذا علي المفاهيم الإسلامية هراء لا معني له أصلاً إلاّ الجهل أو التعصّب وعدم الموضوعية وإلاّ أين موقع الفكر الكنسي المنحرف من دين الإسلام المتكامل الذي أتقن الله سبحانه فيه كلّ شيء ووضع القوانين المحكمة والأسس المتينة لصنع الإنسان المؤمن القويّ كي يسهم مع غيره من المؤمنين في بناء المجتمع الصالح القائم علي أساس العدل والمساوات والقضاء علي كل مظاهر الانحراف والفساد الأخلاقي والدعاء لايلغي دور الداعي في بناء أسرته ومجتمعه بناءً إسلامياً فاضلاً وتوسّل المخلوق الفقير العاجز بالخالق القويّ القادر يسقط ما أوجبه الخالق عليه من الجدّ