وهما التسبيح
والذكر.
التسبيح والذكر :
أصل التسبيح من السبح وهو العوم بالنهر .
والتسبيح ، التنزيه ، وسبحان الله معناه
« تنزيه الله عن كل ما لا ينبغي له أن يوصف »
بمعنى أن كل من نزّة صفاة تعالى فقد وصفه بالكمال ومن وصفه بالكمال فقد دعاه ، لتعلّق
حاجة المفتقر إلي الكامل.
وجاء في الإتقان : « سبح إذا رفع صوته
بالدعاء والذكر وأنشد :
قبح الإله وجوه تغلب كلما
|
|
سبح الحجيج وكبروا إهلالا »
|
وفي القرآن جاء التسبيح على ثلاثين وجهاً
تناولت
أغلبها معاني « الدعاء والصلاة وأعمال العبادة كلها » ، فلا غرابة ألاّ يبتعد التسبيح عن
معناه اللغوي ـ في العموم ـ إذ إن التسبيح عوم كذلك في صفات الله ورحمته ، وتفكّر بعظمته
وجلاله ، وينتهي العائم إلي الإقرار بو حدانيه وتنزيهه تعالى « عن نقائض الإمكان ،
وأمارات الحدوث وعن عيوب الذات والصفات »
فالتسبيح عوم نهره الرحمة ، وقاربه القلب ومحركه اللسان وغايته ضفاف الإجابة. قال
تعالى على لسان أهل العقول الباصرة : ( الّذين يذكرون الله
قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السّماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا
باطلاّ
__________________