فلان (١) قال الشاعر (٢) :
ونجرّ في الهيجا الرماح وندّعي
وقولهم : تداعوا عليه تجمّعوا (٣) فكأنما طلب أحدهما من الآخر ذلك ودعابعضهم بعضاً والدعاء للإنسان يمكن أن يكون في بابين : له وعليه فدعا «له : طلب له الخير وعليه : طلب له الشر» (٤) وهذا ما سار عليه القدماء الذين صنّفعوا في الألفاظ واختيارها فجمعوا أدعية كثيرة مما أثر عن العرب في جاهليتهم وإسلامهم وأول ما نجد ذلك في كتاب «تهذيب الألفاظ» حيث وضع ابن السكيت (ت / ٢٤٤ه) باباً في الدعاء علي الإنسان بالشر وآخر في الدعاء له بالخير (٥) وسار علي نهجه من ألّف في هذا المجال حتي كادوا أن يستوعبوا ما قالته العرب في ذلك (٦) وفي العصر الإسلامي سمي الرسول الكريم بـ « داعي الله أي إلي توحيده وما يقرب منه ويطلق الداعي علي المؤذن لأنّه من الله » (٧).
وتفيض معاجم العربية باستعمال لفظ الدعاء مجازاً ومن ذلك قول العرب :
__________________
(١) البيت للحادرة الذبياني : وصدرة : ـ ونقي بأمن ما لنا أحسابنا ـ ظ : المفضليات : ٩.
(٢) القاموس المحيط / الفيروزآبادي : مادة (دعو)
(٣) معجم متن اللغة / أحمد رضا : مادة (دعو)
(٤) كنز الحفاظ في كتاب تهذيب الأخلاق / أبو يوسف بن إسحاق السكيت : ٥٧٠ ـ ٥٨٠ وانظر كذلك كتابه : إصلاح المنطق : ٤٠٥.
(٥) ممن صنّفوا في هذا الباب : ظ : الهمذاني في الألفاظ الكتابية : ١٧٠ ـ ١٧١ ، ظ : قدامةبن جعفر (ت / ٣٣٧ه) في جواهر الألفاظ : ٣١٦ ، ٣٧٨ ، ٣٨٩ ، ٣٩١ ، ٤٢٥ ، ظ : ابن سيده في المخصص ٨٨ : ١٢.
(٦) تاج العروس : مادة (دعو).
(٧) لسان العرب : مادة (دعو).