«أصاب العربيّ وأخطأ الموليان» (١).
٤٥ (وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا) : دخول الباء تأكيد الاتصال (٢) ؛ لأنّ الاسم في «كفى الله» يتّصل اتصال الفاعل فاتصل بالباء اتصال المضاف [إليه] (٣) أيضا.
٤٦ (وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ) يقولونه على أنّا نريد : لا تسمع ما تكره ، وقصدهم الدّعاء بالصّمم ، أي : لا سمعت (٤).
(وَراعِنا) : شتم عندهم (٥). وقيل (٦) : أرعنا سمعك ، أي : اجعل
__________________
ـ توفي عبيد بن عمير سنة أربع وسبعين للهجرة.
وانظر ترجمته في طبقات ابن سعد : ٥ / ٤٦٣ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٥٠ ، وتقريب التهذيب : ٣٧٧.
(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ٨ / ٣٩٠ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٢ / ٥٥٠ وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن سعيد بن جبير.
(٢) معاني القرآن للزجاج : ٢ / ٥٧. وذكر الفخر الرازي في تفسيره : ١٠ / ١٢٠ فوائد في ورود الباء هنا فقال :
«الأول : لو قيل : كفى الله ، كان يتصل الفعل بالفاعل. ثم هاهنا زيدت الباء إيذانا بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في الرتبة وعظم المنزلة.
الثاني : قال ابن السراج : تقدير الكلام : كفى اكتفاؤك بالله وليا ، ولما ذكرت «كفى» دل على الاكتفاء ، لأنه من لفظه ، كما تقول : من كذب كان شرا له ، أي : كان الكذب شرا له ، فأضمرته لدلالة الفعل عليه.
الثالث : يخطر ببالي أن الباء في الأصل للإلصاق ، وذلك إنما يحسن في المؤثر الذي لا واسطة بينه وبين التأثير ، ولو قيل : كفى الله ، دل ذلك على كونه تعالى فاعلا لهذه الكفاية ، ولكن لا يدل ذلك على أنه تعالى يفعل بواسطة أو بغير واسطة ، فإذا ذكرت حرف الباء دل على أنه يفعل بغير واسطة ...».
(٣) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٤) ينظر تفسير الطبري : ٨ / ٤٣٤ ، وتفسير الماوردي : ١ / ٣٩٦ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٠ / ١٢٢.
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ١ / ٣٩٦ ، وقال : «فأطلع الله نبيّه عليها فنهاهم عنها».
(٦) معاني القرآن للزجاج : ٢ / ٥٩.
وقال الفخر الرازي في تفسيره : ١٠ / ١١٩ : «كانوا يلوون ألسنتهم حتى يصير قولهم : راعنا راعينا ، وكانوا يريدون أنك كنت ترعى أغناما لنا».