أو تعدل بهم الأرض على وجه الفداء (١).
(وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ) : أي : لا تكتمه جوارحهم وإن كتموه (٢).
٤٣ (إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) إلّا مجتازا (٣) ؛ لدلالة الصّلاة على المصلّى (٤).
(أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ). قال عطاء (٥) ، وسعيد بن جبير : هو اللّمس.
وقال عبيد (٦) بن عمير : هو الجماع ، فذكر ذلك لابن عبّاس ، فقال :
__________________
(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط : ٣ / ٢٥٣ ، والسمين الحلبي في الدر المصون : ٣ / ٦٨٦.
قال أبو حيان : وقيل : المعنى لو تعدل بهم الأرض ، أي : يؤخذ منها ما عليها فدية».
(٢) عن معاني القرآن للأخفش : ١ / ٤٤٦ ، وأخرج الطبري معنى هذا القول في تفسيره : ٨ / ٣٧٣ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
وانظر تفسير المشكل لمكي : ١٤٢ ، والمحرر الوجيز : (٥ / ٦٨ ، ٦٩).
(٣) في «ج» : مجتازين.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٨ / ٣٨٢ ـ ٣٨٥) عن ابن عباس ، وإبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والحسن ، والزهري ، ورجح الطبري هذا القول على قول من قال إنه سبيل المسافر إذا كان جنبا لا يصلي حتى يتيمم.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٢٧ ، وتفسير الماوردي : ١ / ٣٩٣ ، وزاد المسير : ٢ / ٩٠.
(٤) تفسير الطبري : ٨ / ٣٨٢ ، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ١ / ١٩٨.
(٥) عطاء : (٢٧ ـ ١١٤ ه).
هو عطاء بن أبي رباح ، المكي ، القرشي مولاهم. الإمام التابعي الجليل.
حدّث عن عائشة ، وأم سلمة ، وأم هانئ ، وأبي هريرة ، وابن عباس وغيرهم من الصحابة.
ترجمته في سير أعلام النبلاء : (٥ / ٧٨ ـ ٨٨) ، وتهذيب التهذيب : (٧ / ١٩٩ ـ ٢٠٣) ، وطبقات الحفاظ : ٣٩.
(٦) هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي المكي.
ولد في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عن أبيه ، وعن عمر بن الخطاب ، وعلي ، وأبي ذر ، وعائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وابن عباس ... وغيرهم.
قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٥٧ : «وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة ، وكان يذكر الناس ، فيحضر ابن عمر رضياللهعنهما مجلسه».