ومخبر (١) صادق (٢) لايخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، قد خلت لهم من الله سابقة ، (٣) ومضى فيهم من الله ـ عزوجل ـ حكم صادق ، وفي ذلك ذكرى للذاكرين ، فاعقلوا الحق إذا سمعتموه عقل رعاية (٤) ، ولا تعقلوه عقل رواية (٥) ؛ فإن رواة الكتاب كثير ، ورعاته قليل ، والله المستعان». (٦)
١٥٤٠٣ / ٥٨٨. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عمر بن علي ، عن عمه محمد بن عمر ، عن ابن أذينة ، قال : سمعت عمر بن يزيد يقول : حدثني معروف بن خربوذ :
عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه كان يقول : «ويل أمه (٧) فاسقا من لايزال ممارئا (٨) ،
__________________
(١) في حاشية «د» : «ومحب». وفي حاشية «ن» ومرآة العقول : «ويخبر».
(٢) في الوافي : «مخبر صادق في حقهم حال كونهم شهداء بالحق غير مخالفين له ولا مختلفين فيه».
(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والمرآة. وفي المطبوع : «السابقة».
(٤) في حاشية «ن» : «رعاته».
(٥) في حاشية «ن» : «رواته».
(٦) نهج البلاغة ، ص ٢٠٤ ، الخطبة ١٤٧ ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٣٥٧ ، الخطبة ٢٣٩ ، من قوله : «وهم عيش العلم وموت الجهل هم الذين يخبركم حكمهم» مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٢٢٧ ، عن الحسن بن علي المجتبي عليهالسلام ، من قوله : «وإنه من انتصح لله واتخذ قوله دليلا هداه» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٨٣ ، ح ٢٥٣٧٥.
(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي «بف» والوافي : «ويل أمة». وفي المطبوع وشرح المازندراني : «ويلمه». وفي شرح المازندراني : «الويل : الحزن والهلاك والمشقة من العذاب ، والنداء طلب لإحضاره لينظروا إلى شدته ويعجبوا من فظاعته ، فكأنه قال : يا ويل امه احضر ، فهذا وقت حضورك ، وإنما أضافه إلى الام للمتعارف وللإشعار بأنها سبب له ومصدر للخطا ، وضمير امه مبهم يفسره «من» ، وفاسقا نصبه للتميز أو الذم أو الحال عن فاعل لايزال». وفي الوافي : «ويل امة بالإضافة ، ونصب فاسقا على التمييز لرفع إبهام النسبة ، وكذا في اختيها». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٣٦ (ويل).
وقال الفيروزآبادي : «ويلمه ، أي ويل لامه ، كقولهم : لا أب لك ، فركبوه وجعلوه كالشيء الواحد ، ثم لحقته الهاء مبالغة ، كداهية». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٤١١ (ويل).
(٨) المماراة : المجادلة على مذهب الشك والريبة ، ويقال للمناظرة : مماراة ؛ لأن كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه ، كما يمتري الحالب اللبن من الضرع. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ (مرا).