من هدى ، فلايجهلنكم (١) الذين لايعلمون (٢) ، إن (٣) علم القرآن ليس يعلم ما هو إلا من ذاق طعمه ، فعلم بالعلم جهله ، وبصر (٤) به عماه ، وسمع به (٥) صممه ، وأدرك به علم (٦) ما فات ، وحيي (٧) به بعد إذ مات.
وأثبت عند الله ـ عز ذكره ـ الحسنات ، ومحا به السيئات ، وأدرك به رضوانا من الله تبارك وتعالى.
فاطلبوا ذلك من عند أهله خاصة ، فإنهم خاصة نور يستضاء به (٨) ، وأئمة يقتدى (٩) بهم ، وهم عيش العلم وموت الجهل ، هم (١٠) الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لايخالفون الدين ، ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق ، (١١) فهم (١٢) من شأنهم شهداء بالحق ،
__________________
(١) في حاشية «بن» : «فلايغلبنكم». وفي «بن» : «فلايجهلن». وقرأه العلامة المازندراني على بناء التفعيل ، حيث قال : «التجهيل : هو النسبة إلى الجهل» ، والعلامة الفيض ، حيث قال في الوافي : «فلا يجهلنكم ، من التجهيل ، أي لاينسبوكم إلى الجهل». وأما العلامة المجلسي فإنه قرأه من باب الإفعال. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٥٤٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ٥٩٩.
(٢) في البحار : + «علم القرآن».
(٣) في الوافي وشرح المازندراني : «فإن».
(٤) في الوافي : «وأبصر». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : فعلم بالعلم جهله ، أي ما جهله مما يحتاج إليه في جميع الامور ، أو كونه جاهلا قبل ذلك ، أو كمل علمه حتى أقر بأنه جاهل ؛ فإن غاية كل كمال في المخلوق الإقرار بالعجز عن استكماله ، والاعتراف بثبوته كما ينبغي للرب تعالى. أو يقال : إن الجاهل لتساوي نسبة الأشياء إليه لجهله بجميعها يدعي علم كل شيء ، وأما العالم فهو يميز بين ما يعلمه وما لا يعلمه ، فبالعلم عرف جهله. ولا يخفى جريان الاحتمالات في الفقرتين التاليتين ، وأن الأول أظهر في الجميع بأن يكون المراد بقوله : وبصر به عماه : أبصر به ما عمي عنه ، أو تبدلت عماه بصيرة».
(٥) في المرآة : «قوله عليهالسلام : وسمع به ، يمكن أن يقرأ بالتخفيف ، أي سمع ما كان صم عنه ، أو بالتشديد ، أي بدل بالعلم صممه بكونه سميعا».
(٦) في «بن» : ـ «علم».
(٧) في شرح المازندراني : «وحي».
(٨) في حاشية «د» : «بهم».
(٩) في حاشية «د» وشرح المازندراني والوافي : «يهتدى».
(١٠) في «بن» : «وهم».
(١١) في الوافي : ذلك لأن صحت العارف أبلغ من نطق غيره».
(١٢) في الوافي : «فهو».