عبادة عباده إلى عبادته ، ومن عهود عباده إلى عهوده ، ومن طاعة عباده إلى طاعته ، ومن ولاية عباده إلى ولايته ، بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه ، وسراجا منيرا ، عودا (١) وبدءا (٢) ، وعذرا (٣) ونذرا ، (٤) بحكم قد فصله (٥) ، وتفصيل (٦) قد أحكمه ، وفرقان قد فرقه (٧) ، وقرآن قد بينه ؛ ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه ، وليقروا (٨) به إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد (٩) إذ (١٠) أنكروه ، فتجلى (١١) لهم (١٢) سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه (١٣) ، فأراهم حلمه كيف حلم ، وأراهم عفوه كيف عفا ، وأراهم قدرته كيف قدر ، وخوفهم من سطوته ، وكيف خلق ما خلق من الآيات ، وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات (١٤) ، واحتصد (١٥) من احتصد بالنقمات (١٦) ، وكيف رزق وهدى وأعطى
__________________
(١) في «بح» : «وعودا».
(٢) في «بح ، بن» : «وبدوا». وفي حاشية «د» : «ومبدأ». وفي الوافي : «عودا وبدءا ، يعني عودا إلى الدعوة بعد ما بدأ فيها ، والمراد تكرير الدعوة».
(٣) في «بح ، بن ، جت ، جد» : «عذرا» بدون الواو.
(٤) في المرآة : «قوله عليهالسلام : عذرا أو نذرا ، كل منهما لقوله «بعث» ، أي عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين ؛ أو حال ، أي عاذرا ومنذرا».
(٥) في المرآة : «قوله عليهالسلام : بحكم. المراد بالجنس ، أي بعثه مع أحكام مفصلة مبينة».
(٦) في «بف» : «وتفصيله».
(٧) في شرح المازندراني : «فرقه ، بالتخفيف : أحكمه ، وبالتشديد : أنزله في أيام متفرقة ؛ ليسهل على القلب واللسان تحملها».
(٨) في «م» : «فليقروا».
(٩) في «م» : ـ «بعد».
(١٠) في «م ، ن» : «إذا». وفي حاشية «د» والوافي : «إن».
(١١) في «جت» : «وتجلى».
(١٢) في المرآة : ـ «لهم».
(١٣) في الوافي : «أي ظهر من غير أن يرى بالبصر ، بل نبههم عليه في القرآن من قصص الأولين ، وما حل بهم من النقمة عند مخالفة الرسل».
(١٤) المثلات : جمع المثلة ، وهي العقوبة. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٦ (مثل).
(١٥) الاحتصاد : قطع الزرع والنبات بالمنجل ، والمراد هنا المبالغة في القتل والإهلاك. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٧ (حصد).
(١٦) النقمات : جمع النقمة ، وهي المكافأة بالعقوبة. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٠ (نقم).