وأراهم حكمه ، كيف حكم وصبر حتى (١) يسمع ما يسمع (٢) ويرى.
فبعث الله ـ عزوجل ـ محمدا صلىاللهعليهوآله بذلك.
ثم (٣) إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان (٤) ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة (٥) أبور (٦) من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا (٧) حرف عن مواضعه ، وليس في العباد ولا في البلاد شيء هو أنكر من المعروف ، ولا (٨) أعرف من المنكر ، وليس فيها فاحشة أنكر ولا عقوبة أنكى (٩) من الهدى عند الضلال (١٠) في ذلك الزمان (١١) ، فقد (١٢) نبذ الكتاب حملته ، وتناساه (١٣) حفظته ، حتى تمالت (١٤) بهم الأهواء (١٥) ، وتوارثوا ذلك من الآباء ، وعملوا
__________________
(١) في «د ، ع ، م ، بن» وحاشية «ن» : «حين».
(٢) في «بن» : «ما لايسمع» بدل «ما يسمع».
(٣) في «بف» : + «قال».
(٤) في «بن» : «زمان من بعدي».
(٥) السلعة : المتاع ، وما تجر به. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٧٩ (سلع).
(٦) «أبور» أي كاسد ؛ من البوار بمعنى الكساد ، وهو نقيض النفاق. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٨٦ (بور).
(٧) في «م» : ـ «إذا».
(٨) في «ع» : «فلا».
(٩) في «ن ، بف ، بن» وحاشية «م» والوافي : «أنكأ». وفي شرح المازندراني : «وأنكى ، مثل أحرى من النكاية بفتح النون ، وهو القبح والجراح والعقوبة ؛ أو مثل أملأ ، من النكاء بهمز اللام ، وهو قشر القرحة قبل أن تبرأ. والمراد على التقديرين أن الهدى أشد مولم في ذلك الزمان». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٧ (نكا).
(١٠) في «بن» : «الضلالة». وفي شرح المازندراني : «الضلال بتخفيف اللام ، أو بتشديده على احتمال جمع ضال».
(١١) في «بح» : ـ «الزمان».
(١٢) في «بن» : «قد».
(١٣) يقال : تناساه ، أي أرى من نفسه أنه نسيه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٨ (نسا).
(١٤) في «جت» : «غالت». وفي حاشية «ن» : «تمايلت».
(١٥) في شرح المازندراني : «كأن تمالت أصله «تمايلت» بالنقل ، كما في شاكي السلاح ، ثم بالقلب والحذف ، أو «تمالوت» بالقلب والحذف من الملو ، وهو السير الشديد ، والباء للتعدية ، أي سيرتهم الأهواء وبالعكس في طريق الباطل ، أو «تمالات» بتخفيف الهمزة بمعنى تعاونت وتساعدت ، أو «ثماثلت» بالثاء المثلثة لو ثبتت روايته بمعنى تداهن وتلاعب. وفي بعض النسخ : عال ، بالعين المهملة بمعنى مال». وفي المرآة : «قوله عليهالسلام :