ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية.
فإذا أدت الرعية إلى (١) الوالي حقه ، وأدى إليها الوالي كذلك ، عز (٢) الحق بينهم ، فقامت (٣) مناهج الدين ، واعتدلت (٤) معالم العدل ، وجرت على أذلالها (٥) السنن ، فصلح (٦) بذلك الزمان ، وطاب به (٧) العيش ، وطمع في بقاء الدولة ، ويئست مطامع الأعداء.
وإذا غلبت الرعية (٨) واليهم (٩) ، وعلا الوالي الرعية (١٠) ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت مطامع (١١) الجور ، وكثر الإدغال (١٢) في الدين ، وتركت معالم (١٣) السنن ، فعمل بالهوى ، وعطلت الآثار (١٤) ، وكثرت (١٥) علل (١٦) النفوس (١٧) ، ولا يستوحش (١٨)
__________________
(١) في «جت ، جد» : «من». وفي «د» : ـ «إلى».
(٢) في «جت» وحاشية «م» : «عن».
(٣) في شرح المازندراني والوافي : «وقامت».
(٤) في «د ، م ، جت ، جد» : «واعتدل».
(٥) في «د ، ن ، بح ، بن ، جد» والوافي : «ادلالها». وفي «بف» : «اخلالها». وذل الطريق ـ بالكسر ـ : محجته ، وامور الله جارية أذلالها ، وعلى أذلالها ، أي مجاريها ، جميع ذل بالكسر. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٢٥ (ذلل).
(٦) في «بح ، جت» : «وصلح».
(٧) في «م ، بح ، جت» : «بها».
(٨) في «ن ، بف» وحاشية «د» وشرح المازندراني والبحار : + «على».
(٩) في «م» : «على الوالي».
(١٠) في نهج البلاغة : «وإذا غلبت الرعية واليها ، أو أجحف الوالي برعيته».
(١١) في «د ، ن ، بح» وحاشية «م» والبحار ، ج ٣٤ : «مطالع». وفي نهج البلاغة : «معالم».
(١٢) في «م ، ن ، بن ، جد» وحاشية «جد» وشرح المازندراني : «الاذعار». وفي «بح» : «إذعار». وفي حاشية «جت» : «الادعار». وفي «بف» : «الإذعان».
والإدغال في الدين : الإدخال فيه ما يخالفه ويفسده. ويحتمل فتح الهمزة ، جمع الدغل محركة ، وهو دخل في الأمر مفسد. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٣٢١ (دغل).
(١٣) في نهج البلاغة : «محاج».
(١٤) في نهج البلاغة : «الأحكام».
(١٥) في «د ، م ، ن ، بح ، بف ، جت» والبحار ، ج ٧٧ : «وكثر». وفي البحار ، ج ٣٤ : «وأكثر».
(١٦) في «بف ، جد» : «غلل».
(١٧) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤٨٠ : «وكثرت علل النفوس ، أي أمراضها ، كالغل والحسد والعداوة والعجب والكبر ونحوها. وقيل : عللها : وجوه ارتكاباتها للمنكرات فتأتي في كل منكر بوجه وعلة ورأي فاسد». وفي الوافي : «علل النفوس : تعللها بالباطل».
(١٨) في «جت» ونهج البلاغة : «فلايستوحش». وفي الوافي : «ولا تستوحش».