قال (٥) : قلت : لا ، قال : «إنه تبع أبا الحسن عليهالسلام ، فأتاه عن يمينه وعن (٦) شماله وهو يريد مسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، فالتفت إليه أبو الحسن عليهالسلام ، فقال : ما تريد ، حيرك الله؟ (٧)».
قال : ثم قال : «أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا (٨) : لو نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا (٩) أثره ، أهم (١٠) كانوا أصوب قولا ، أو (١١) من قال : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)(١٢)؟».
قال : قلت : لا ، بل من قال : نصبته (١٣) لنا (١٤) فاتبعناه واقتصصنا (١٥) أثره.
قال : فقال : «من هاهنا أتي (١٦) ابن قياما ومن قال بقوله».
قال : ثم ذكر ابن السراج (١٧) ، فقال : «إنه قد أقر بموت أبي الحسن عليهالسلام ، وذلك (١٨) أنه أوصى عند موته ، فقال : كل ما خلفت من شيء حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليهالسلام ، ولم يقل (١٩) : هو لأبي الحسن عليهالسلام ، وهذا إقرار ، ولكن أي شيء
__________________
(١) في «بح» : ـ «قال».
(٢) في «م» : ـ «عن».
(٣) في المرآة : «إنما دعا عليه بالحيرة لما علم في قلبه من الشك والنفاق».
(٤) في «بح ، جت ، جد» وحاشية «ن» : + «له».
(٥) الاقتصاص : الاتباع. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٥١ (قصص).
(٦) في «بن» : «هم» من دون همزة الاستفهام.
(٧) في «بن» : «أم».
(٨) طه (٢٠) : ٩١. وفي المرآة : «شبه عليهالسلام قصة الواقفية بقصة من عبد العجل ، حيث ترك موسى عليهالسلام هارون بينهم ، فلم يطيعوه وعبدوا العجل ، ولم يرجعوا بقوله عن ذلك وقالوا : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ) الآية ، وكذا موسى بن جعفر عليهالسلام خلف الرضا عليهالسلام بينهم عند ذهابه إلى عراق ، ونص عليه ، فلما توفي عليهالسلام تركوا وصيه ولم يطيعوه واختاروا الوقف عليه».
(٩) في «د ، بف ، بن» والوافي وشرح المازندراني : «لو نصبته».
(١٠) في «بف» : ـ «لنا».
(١١) في «بح ، بف» : «فاقتصصنا».
(١٢) «اتي» أي هلك ، وقال العلامة الفيض في الوافي : «هاهنا اتي ابن قياما ؛ يعني من أجل أنهم يزعمون إصابتهم في ذلك أتاهم البلاء والحيرة».
(١٣) «ابن السراج» : هو أحمد بن أبي بشر السراج الكوفي الضال المضل ، من الواقفية.
(١٤) في «بف» : «وذاك».
(١٥) في «بن» : «فلم يقل».