الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك (١) ، فبسط يده فبايعه ، ثم نزل فخرج (٢) من المسجد.
فقال علي عليهالسلام : «هل تدري (٣) من هو؟».
قلت : لا ، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت (٤) بموت النبي (٥) صلىاللهعليهوآله.
فقال : «ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلىاللهعليهوآله إياي للناس بغدير خم بأمر الله عزوجل ، فأخبرهم أني أولى (٦) بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه ، فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ، وما لك ولا (٧) لنا عليهم (٨) سبيل ، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق (٩) إبليس لعنه الله كئيبا (١٠) حزينا.
وأخبرني (١١) رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد (١٢) ، فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس ـ لعنه الله (١٣) ـ في صورة رجل شيخ مشمر (١٤) يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع (١٥) شياطينه وأبالسته ، فينخر (١٦)
__________________
(١) في «ن» : «يديك». وفي «بح» : + «حتى ابايعك».
(٢) في «بف» : «وخرج».
(٣) في «بح ، جت» : «أتدري».
(٤) الشماتة : فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٩ (شمت).
(٥) في «م ، بح» : «رسول الله».
(٦) في «بح» : + «الناس».
(٧) في الوافي : «وما».
(٨) في «م» وحاشية «جت» : «عليها». وفي «د» : «لها».
(٩) في «م» : «وانطلق».
(١٠) الكئيب ، من الكأب ، وهو الغم ، وسوء الحال ، والانكسار من حزن. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٧ (كأب).
(١١) في «بف» : «فأخبرني».
(١٢) في «بن» : «مسجدي».
(١٣) في «ن ، بف» والوافي : ـ «لعنه الله».
(١٤) في «د ، جت ، جد» : «مشتمر».
(١٥) في «بن» : «فيجتمع». وفي «م» : «فيخرج».
(١٦) «فينخر» أي يمد الصوت في خياشيمه. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٦ (نخر).