رأى ثلاثة ، فدعا عليهم فماتوا ، فأوحى الله ـ عز ذكره ـ إليه : يا إبراهيم ، إن دعوتك مجابة (١) ، فلا تدع على عبادي ، فإني لو شئت لم أخلقهم ، إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف : عبدا يعبدني لايشرك (٢) بي شيئا فأثيبه ، وعبدا يعبد (٣) غيري فلن (٤) يفوتني ، وعبدا عبد (٥) غيري فأخرج من صلبه من يعبدني ، ثم التفت فرأى جيفة (٦) على ساحل البحر ، نصفها في الماء (٧) ونصفها في البر ، تجيء (٨) سباع البحر ، فتأكل ما في الماء ، ثم ترجع ، فيشد (٩) بعضها على بعض ، فيأكل (١٠) بعضها بعضا ، وتجيء (١١) سباع البر ، فتأكل منها (١٢) ، فيشد بعضها على بعض ، فيأكل (١٣) بعضها بعضا.
فعند ذلك تعجب إبراهيم عليهالسلام مما رأى ، وقال (١٤) : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى)؟ قَالَ : كَيْفَ تُخْرِجُ مَا تَنَاسَلَ الَّتِي (١٥) أَكَلَ (١٦) بَعْضُهَا بَعْضاً؟ (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها (قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً) فقطعهن (١٧) ، واخلطهن (١٨) كما اختلطت
__________________
(١) في حاشية «جت» وتفسير القمي : «مستجابة».
(٢) في تفسير القمي : «صنف يعبدوني ولا يشركون» بدل «عبدا يعبدني لايشرك».
(٣) في تفسير القمي : «صنف يعبدون» بدل «عبدا يعبد».
(٤) في تفسير القمي : «فليس».
(٥) في «بن» وحاشية «م» : «يعبد». وفي تفسير القمي : «صنف يعبدون» بدل «عبدا عبد».
(٦) الجيفة : جثة الميت إذا أنتن. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٥ (جيف).
(٧) في حاشية «بح» : «في البحر».
(٨) في «م» : «فيجيء».
(٩) في «م» : «فتشد». و «فيشد» أي يحمل ، يقال : شد عليه في الحرب يشد شدا ، أي حمل عليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ (شدد).
(١٠) في «بح ، بف ، جد» : «وتأكل».
(١١) في «ن» : «ويجيء». وفي «م» بالتاء والياء معا.
(١٢) في «بح» : ـ «منها».
(١٣) في «بن» : «ويأكل».
(١٤) في «بف» : «فقال».
(١٥) في «م ، ن ، جد» : «الذي».
(١٦) في «ل» : «أكله».
(١٧) في «بن» وحاشية «جد» وتفسير العياشي ، ح ٤٦٩ : «تقطعهن». وفي «بف» : «يقطعهن».
(١٨) في «بف» : «ويخلطهن». وفي حاشية «جد» وتفسير العياشي ، ح ٤٦٩ : «وتخلطهن».