خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم : الذريح (١) ، لما أن بعث الله ـ عزوجل ـ محمدا صلىاللهعليهوآله صاح عجل لهم فيهم (٢) ، وضرب (٣) بذنبه (٤) ، فنادى فيهم : يا آل الذريح (٥) ـ بصوت فصيح ـ أتى رجل بتهامة (٦) يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله. قالوا : لأمر ما أنطق الله هذا العجل؟
قال : «فنادى فيهم ثانية ، فعزموا على أن يبنوا سفينة ، فبنوها ونزل فيها سبعة منهم ، وحملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ، ثم رفعوا شراعها (٧) ، وسيبوها (٨) في البحر ، فما زالت تسير بهم حتى رمت (٩) بهم بجدة ، فأتوا النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال لهم النبي صلىاللهعليهوآله : أنتم أهل (١٠) الذريح (١١) ، نادى فيكم العجل؟ قالوا : نعم ، قالوا : اعرض علينا
__________________
أي غلظ. وقال العلامة المجلسي : «قوله عليهالسلام : من ماء الصديد ، أي من صديد أهل النار ، وهو ماء الجرح الرقيق ، أو ماء تلك البئر الشبيه بالصديد ، والأول أظهر». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٤٦ (صدد).
(١) في «ع ، ل ، بف» وحاشية «جت» والوافي : «الدريج». والذريح : أبو حي. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣١ (ذرح).
(٢) في «بح» : «فيه».
(٣) في «م» : «فضرب».
(٤) في شرح المازندراني : «يمكن أن يراد بالضرب معناه الظاهري ، وأن يراد به الإشارة إلى تهامة ، وأن يراد به المشي إليها ليريهم سمتها ، يقال : ضرب فلان بذنبه ، إذا أسرع الذهاب في الأرض ، كما صرح به في النهاية». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٧٩ (ضرب).
(٥) في «ل ، بف» وحاشية «جت» : «الدريج». وفي «د» : «الذريج». وفي الوافي : «دريح».
(٦) في «م» : «تهامة». وقال الفيومي : «هي أرض أولها ذات عرق من قبل نجد إلى مكة وما وراءها بمرحلتين ، أو أكثر ، ثم تتصل ، ويقال : إن تهامة تتصل بأرض اليمن ، وإن مكة من تهامة اليمن». وقال الفيروزآبادي : «تهامة ، بالكسر : مكة ، شرفها الله تعالى ، وأرض معروف ، لابلد». المصباح المنير ، ص ٧٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٢٩ (تهم).
(٧) في «د ، بح ، بن ، جت» والبحار ، ج ١٧ و ٦٠ : «شراعا». وشراع السفينة : ما يرفع فوقها من ثوب ، لتدخل فيه الريح ، فتجريها. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢١ (شرع).
(٨) تسييب السفينة : إطلاقها وإرسالها ، من تسييب الدابة ، وهو إرسالها وتركها تذهب وتجيء كيف شاءت ، وتسيب وتجري حيث شاءت ؛ من السيب بمعنى الجري. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣١ (سيب).
(٩) في «د» : «رميت».
(١٠) في «بح» : «آل».
(١١) في «ع ، ل ، بف» وحاشية «جت» والوافي : «الدريج». وفي «د» : «الذريج».