علينا به الأذى أن تأتوه ، فتؤنبوه (١) وتعذلوه (٢) ، وتقولوا له قولا بليغا» (٣).
فقلت له : جعلت فداك إذا لايطيعونا (٤) ولا يقبلون منا.
فقال : «اهجروهم ، واجتنبوا مجالسهم». (٥)
١٤٩٨٥ / ١٧٠. سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن سيابة بن أيوب و (٦) محمد بن الوليد وعلي بن أسباط :
يرفعونه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : «إن الله يعذب الستة بالستة : العرب بالعصبية (٧) ، والدهاقين (٨) بالكبر ، ، والأمراء بالجور ، والفقهاء بالحسد ، والتجار بالخيانة ، وأهل الرساتيق (٩)
__________________
(١) التأنيب : المبالغة في التوبيخ والتعنيف. النهاية ، ج ١ ، ص ٧٣ (أنب).
(٢) العذل والتعذيل : الملامة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٦٢ (عذل).
(٣) في شرح المازندراني : «وتقولوا له قولا بليغا ، أي بالغا متراقيا إلى أعلى مراتب النصح والموعظة ، من قولهم : بلغت المنزل ، إذا وصلته ، أو كافيا في ردعه عن نكره ، كما يقال : في هذا بلاغ ، أي كفاف ، أو فصيحا مطابقا لمقتضى المقام». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٢ (بلغ).
(٤) في «م ، ن ، بح ، جد» وحاشية «د» : «لا يطيعون».
(٥) الاختصاص ، ص ٢٥١ ، مرسلا عن الحارث بن المغيرة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ٧١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٥ ، ح ٢١١٩٨ ، ملخصا.
(٦) في السند تحويل بعطف «محمد بن الوليد وعلي بن أسباط» على «إبراهيم بن عقبة ، عن سيابة بن أيوب».
(٧) في المرآة : «قوله عليهالسلام : بالعصبية ، أي التعصب في الباطل».
(٨) الدهقان بكسر الدال وضمها : رئيس القرية ، ومقدم التناء وأصحاب الزراعة ، والقوي على التصرف مع حدة ، والتاجر ، وزعيم فلا حي العجم ، ورئيس الإقليم ، معرب ، وقال ابن الأثير : «ونونه أصلية ؛ لقولهم : تدهقن الرجل ، وله دهقنة كذا. وقيل : النون زائدة ، وهو من الدهق : الامتلاء». وقال العلامة الفيض في الوافي : «وأكثر ما يستعمل في زعماء الفلاحين ، ولعلهم المرادون هنا ، أو رؤساء الأقاليم ؛ لأنهما اللذان فيهما الكبر». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٤ (هقن).
(٩) قال الفيومي : «الرستاق : معرب ، ويستعمل في الناحية التي هي طرف الإقليم ، والرزداق بالزاي والدال مثله ، والجمع : رساتيق ورزاديق. وقال ابن فارس : الرزدق : السطر من النخل والصف من الناس ، ومنه الرزداق.