عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي معاذ السّدي ، عن أبي أراكة ، قال : صلّيت خلف أمير المؤمنين عليهالسلام الفجر في مسجدكم هذا على يمينه وكان عليه عليهالسلام كآبة ، ومكث حتّى طلعت الشّمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح وليس هو على ما هو اليوم ، ثمّ أقبل على النّاس فقال : أما والله لقد كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم يكابدون هذا اللّيل ، يراوحون بين جباههم وركبهم ، كأنّ زفير النّار في آذانهم ، فإذا أصبحوا أصبحوا غبراً صفراً ، بين أعينهم شبه ركب المعزى ، فإذا ذُكر الله مادوا كما يميد الشّجر في يوم الرّيح وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم ، قال : ثمّ نهض وهو يقول : فكأنّما بات القوم غافلين ، ثمّ لم ير مفتراً حتى كان من أمر ابن ملجم لعنه الله ما كان (١). وهذا الخبر موجود في الكافي (٢) والنهج (٣) وغيرهما.
وروى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد : عن محمّد بن سنان ، عن أبي عمّار صاحب الأكسية (٤) ، عن البريدي (٥) ، عن أبي أراكة ، قال : سمعت عليّاً عليهالسلام يقول : إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا عن المنطق ، وأنّهم لفصحاء ، عقلاء الباء ، نبلاء ، يستبقون إليه بالأعمال الزّاكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له القليل ، يرون أنفسهم أنّهم شرار ،
__________________
(١) أمالي المفيد : ١٩٦ / ٣٠ ، بتفاوت يسير.
(٢) أُصول الكافي ٢ : ١٨٥ / ٢٢ ، مع اختلاف في السند والمتن.
(٣) نهج البلاغة (شرح ابن أبي الحديد) ٧ : ٧٧ خطبة رقم ٩٦ مع اختلاف يسير.
(٤) في المصدر : (بيّاع الأكيسة)
(٥) في المصدر : (الزيدي)