فقال : رحمهالله ، وبنى له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً على الحديث (١). والضمير في عنه راجع إلى صاحب الكتاب يعني البزنطي على ما هو المعهود في كثير من مؤلّفات القدماء ، أو إلى أبي بصير لا إلى سليمان بن خالد ، كما صرّح به المولى عناية الله في مجمع الرجال ، وهذا ظاهر لمن راجع السرائر.
وكيف كان فالخبر صحيح غايته ، واعترف به المولى المذكور إلاّ أنّه قال : ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام الشيخ له (٢). وهذا منه من الغرابة بمكان ، وما رأينا ولا سمعنا أن أحدهم عليهمالسلام كان يتقي من الغلاة خصوصاً الصادق عليهالسلام بالنسبة إلى أبي الخطاب وأصحابه على ما زعموا من أنّ يونس منهم.
ورواه الكشي في رجاله : عن محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي ، عن الحسن بن علي الزبيدي (٣) ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، مثله. إلاّ أنّه قال بعده : ابن الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح مع ما قد روي في يونس بن ظبيان (٤).
قلت : قد عرفت صحّة الخبر ، وهذا مؤيّده ، وما ذكره غير قابل
__________________
(١) السرائر ٣ : ٥٧٨.
(٢) لم نعثر عليه في مجمع الرجال ، بل الكلام المذكور لعبد النبي الجزائري ، ذكره في ترجمة يونس بن علي القطان ، راجع حاوي الأقوال : ٣٤٧ / ٢١٥٤.
(٣) كذا في الحجرية ، وفي الأصل الكلمة غير واضحة ، وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية : (الزيتوني نسخة بدل)
(٤) رجال الكشي ٢ : ٦٥٨ / ٦٧٥.