انتهائه إلى القول في أصحاب الاهواء من الجزء الاول من عقده الفريد ، وقد جاء في آخر ما حكاه في هذه القضية : ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ان هذا لاول قرن يطلع في أمتي ، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان ، ان بني إسرائيل افترقت اثنتين وسبعين فرقة ، وإن هذه الامة ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة (١). اهـ.
وقريب من هذه القضية ما أخرجه أصحاب السنن (٢) عن علي ، قال : « جاء النبي أناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك ، وان ناسا من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لابي بكر : ما تقول؟ قال : صدقوا انهم جيرانك. قال : فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا معشر قريش ، والله ليبعثن الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه بالايمان فيضربكم على الدين ، فقال أبوبكر : أنا يا رسول الله ؛ قال : لا ، قال عمر : أنا يا رسول الله ، قال : لا ، ولكنه الذي
__________________
(١) فرقة وشيعة لفظان ـ بحساب الجمل ـ مترادفان لان كلا منهما ٣٨٥ وهذا مما تتفأل به عوام تلك الفرقة (منه قدس).
(٢) كالامام أحمد في أواخر ص ١٥٥ من الجزء الاول من مسنده ، وسعيد بن منصور في سننه ، وابن جرير في تهذيب الآثار ، وصححه ونقله عنهم جميعا المتقي الهندي في ص ٣٩٦ من الجزء السادس من كنز العمال (منه قدس).