لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل ، قلنا : هو هذا ؛ قال : إنكم لتخبروني عن رجل ان في وجهه لسفعة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني؟ قال : اللهم نعم ، ثم دخل يصلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يقتل الرجل؟ فقال أبوبكر : أنا ، فدخل عليه فوجده يصلي ، فقال : سبحان الله ، أقتل رجلا يصلي ، فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما فعلت؟ قال : كرهت أن أقتله وهو يصلي ، وأنت نهيت عن قتل المصلين ، قال : من يقتل الرجل؟ قال عمر : أنا ، فدخل فوجده واضعا جبهته ، فقال عمر : أبوبكر أفضل مني ، فخرج ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مهيم؟ قال : وجدته واضعا جبهته لله ، فكرهت أن أقتله ، فقال : من يقتل الرجل؟ فقال علي : أنا ، فقال : أنت إن أدركته ، فدخل عليه ، فوجده خرج ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : مهيم؟ قال : وجدته قد خرج ، قال : لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان (٨٧٥) ، الحديث. وأخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ، ومقاتل بن سليمان ، ويوسف القطان ، والقاسم بن سلام ، ومقاتل بن حيان ، وعلي بن حرب ، والسدي ، ومجاهد ، وقتادة ووكيع ، وابن جريح ، وأرسله إرسال المسلمات جماعة من الثقات كالامام شهاب الدين أحمد ـ المعروف بابن عبد ربه الاندلسي ـ عند
____________________________________
(٨٧٥) راجع : الاصابة لابن حجر ج ١ ص ٤٨٤ ، العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٢ ص ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ط لجنة التأليف والنشر وج ١ ص ١٦٧ ط آخر.