إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المراجعات

المراجعات

641/793
*

لكونه في حال المرض فيصير سببا للفتنة ، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن هذا محال مع وجود قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا تضلوا ، لانه نص بأن ذلك الكتاب سبب للامن عليهم من الضلال ، فكيف يمكن أن يكون سببا للفتنة بقدح المنافقين؟ وإذا كان خائفا من المنافقين أن يقدحوا في صحة ذلك الكتاب ، فلماذا بذر لهم بذرة القدح حيث عارض ومانع ، وقال هجر.

وأما قولهم في تفسير قوله : حسبنا كتاب الله أنه تعالى قال : (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقال عز من قائل : (اليوم أكملت لكم دينكم) فغير صحيح ، لان الآيتين لا تفيدان الامن من الضلال ، ولا تضمنان الهداية للناس ، فكيف يجوز ترك السعي في ذلك الكتاب اعتمادا عليهما؟ ولو كان وجود القرآن العزيز موجبا للامن من الضلال ، لما وقع في هذه الامة من الضلال والتفرق ، مالا يرجى زواله (١).

وقالوا في الجواب الاخير : ان عمر لم يفهم من الحديث ان ذلك الكتاب

__________________

(١) وانت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن النبي (ص) لم يقل : ان مرادي ان اكتب الاحكام ، حتى يقال في جوابه حسبنا في فهمها كتاب الله تعالى ، ولو فرض ان مراده كان كتابة الاحكام ، فلعل النص عليها منه كان سببا للامن من الضلال ، فلا وجه لترك السعي في ذلك النص اكتفاء بالقرآن ، بل لو لم يمكن لذلك الكتاب إلا الامن من الضلال بمجرده لما صح تركه والاعراض عنه ، واعتمادا على ان كتاب الله جامع لكل شيء ، وانت تعلم اضطرار الامة إلى السنة المقدسة وعدم استغنائها عنها بكتاب الله تعالى وإن كان جامعا مانعا ، لان الاستنباط منه غير مقدور لكل أحد ، ولو كان الكتاب مغنيا عن بيان الرسول ما أمره الله تعالى ببيانه للناس اذ قال عز من قائل (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم) (منه قدس).