أنه بعد أن يئس من حقه في الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بلا فصل ، شق بنفسه طريق الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالامر ، فكان يرى عرشه ـ المعهود به إليه ـ في قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه احتفاظا بالامة واحتياطا على الملة ، وضنا بالدين ، وإيثارا للآجلة على العاجلة ، وقد مني بما لم يمن به غيره ، حيث مثل على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب ، تستصرخه وتستفزه إليها بصوت يدمي الفؤاد ، وأنين يفتت الاكباد (٨٣٧) ، والفتن الطاغية إلى جانب آخر ، تنذره بانتفاض الجزيرة ، وانقلاب العرب ، واجتياح الاسلام ، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم من الاعراب ، وهم منافقون بنص الكتاب ، بل هم أشد كفرا ونفاقا ، وأجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله وقد قويت بفقده صلى الله عليه وآله وسلم شوكتهم ، إذ صار المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة
____________________________________
و ٥٣ و ٥٤ ، النص والاجتهاد لشرف الدين ص ٢٧١ ـ ٢٧٥ ، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٣٧ و ٣٤٢ و ٣٤٦ و ٣٤٧ ـ ٣٥١ و ٣٥٤. وغيرها من الكتب.
وأما رجوع أبي بكر إلى علي في رأيه ، فيوجد في : ذخائر العقبى ص ٩٧ ط القدسي.
وأما رجوع عثمان إلى علي. فيوجد في : تفسير ابن كثير ج ٩ ص ١٨٥ و ١٥١ ط بولاق وغيرها من عشرات الكتب وان أردت المزيد فعليك بكتاب : احقاق الحق للقاضي التستري ج ٨ ص ١٨٢ إلى ٢٤٢ ط الاسلامية في طهران ، والغدير للاميني ج ٦ وج ٧ وج ٨ ط بيروت وط إيران. ففيهما عشرات الموارد.
(٨٣٧) تقدمت نصوص الخلافة وعهد النبي إلى علي تحت رقم (٤٥٩ و ٤٦٠ و ٤٦١ و ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٤٧٠) وغيرها من الارقام المتقدمة والمتأخرة.
وراجع : الغدير للاميني ج ١ ص ٣٨٩ وج ٧ ص ٧٨ و ٨٠ و ٨١ و ٨٢.