كلام غضبت عنده (١) : « أنت الذي تزعم أنك نبي الله؟ » (٧٩٤) ، إلى كثير من أمثال هذه الشؤون ، والاستقصاء يضيق عنه هذا الاملاء ، وفيما أوردناه كفاية لما أردناه.
٢ ـ وقلتم في الجواب عن الامر الثاني ان أهل السنة لا يقولون بالحسن والقبح العقليين إلى آخر كلامكم في هذا الموضوع ؛ وأنا أربأ بكم عن هذا القول ، فإنه شبيه بقول السوفسطائية الذين ينكرون الحقائق المحسوسة ، لان من الافعال ما نعلم بحسنه ، وترتب الثناء والثواب على فعله ، لصفة ذاتية له قائمة به ، كالإحسان والعدل من حيث هما إحسان وعدل ، ومنها ما نعلم بقبحه وترتب الذم والعقاب على فعله لصفته الذاتية القائمة به ، كالاساءة والجور من حيث هما إساءة وجور ، والعاقل يعلم أن ضرورة قاضية بذلك ، وليس جزم العقلاء بهذا أقل من جزمهم بكون الواحد نصف الاثنين ، والبداهة الاولية قاضية بالفرق بين من أحسن اليك دائما ، وبين من أساء اليك دائما ، إذ يستقل العقل بحسن فعل الاول معك ، واستحقاقه للثناء والثواب منك ، وقبح فعل الثاني واستحقاقه للذم والقصاص ، والمشكك في ذلك مكابر لعقله ، ولو كان الحسن والقبح
__________________
النكاح ص ٣٥ من الجزء الثاني من احياء العلوم ؛ ونقلها أيضا في الباب ٩٤ من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص ٢٣٨ ، فراجع (منه قدس).
(١) كما نقله الغزالي في البابين المذكورين من الكتابين المسطورين (منه قدس).
____________________________________
وقريب منه في : احياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح الباب الثالث ج ٢ ص ٢٩ ط مصر.
(٧٩٤) يوجد في : احياء علوم الدين للغزالي كتاب آداب النكاح الباب الثالث من ج ٢ ص ٢٩ ط مصر ، النص والاجتهاد ص٤١٨.