عباس : هل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قال : قلت : لا. قال ابن عباس : هو علي بن ابي طالب ، ثم قال (١) : ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير اهـ. » (٧٧٨) قلت : اذا كانت لا تطيب له نفسا بخير ، ولا تطيق ذكره فيمن مشى معه النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطوة ، فكيف تطيب له نفسا بذكر الوصية ، وفيها الخير كله؟ وأخرج الامام احمد من حديث عائشة في ص ١١٣ من الجزء السادس من مسنده عن عطاء بن يسار ، قال : « جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة ، فقالت : أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا ، وأما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول فيه : لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما » اهـ. (٧٧٩).
__________________
(١) هذه الكلمة بخصوصها ـ أعني قول ابن عباس : إن عائشة لا تطيب له نفسا بخير ـ تركها البخاري واكتفى بما قبلها من الحديث جريا على عادته في أمثال ذلك ، لكن كثيرا من أصحاب السنن اخرجوها بأسانيدهم الصحيحة ، وحسبك منهم ابن سعد في ص ٢٩ من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته ، إذ أخرجها عن احمد بن الحجاج عن عبدالله بن مبارك عن يونس ومعمر عن الزهري عن عبيدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، ورجال هذا السند كلهم حجج. (منه قدس).
____________________________________
(٧٧٨) راجع : الطبقات لابن سعد ق ٢ ج ٢ ص ٢٩ بسند صحيح ط ليدن وج ٢ ص ٢٣٢ ط دار صادر في بيروت ، صحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته ج ٥ ص ١٣٩ ـ ١٤٠ أفست دار الفكر على ط استانبول وج ٣ ص ٩٣ ط دار احياء الكتب وج ٦ ص ١٣ ط محمد علي صبيح وج ٦ ص ١٠ ط الفجالة وج ٣ ص ٥٩ ط الميمنية بمصر. ولكن البخاري أسقط لفظة « أن عائشة لا تطيب له نفساً بخير » وهي موجودة في الطبقات بسند صحيح ، السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٤٤.
(٧٧٩) يوجد في : مسند أحمد بن حنبل ج ٦ ص ١١٣ ط الميمنية بمصر.