أئمتهم الميامين ، من الصوم والصلاة والانابة إلى الله ، والتقرب اليه بالمبرات والصدقات ، ولا ينفضون حتى يحدقوا بالضراح الاقدس ، فيلقوا في زيارته خطاباً مأثورا عن بعض أئمتهم ، يشتمل على الشهادة لامير المؤمنين بمواقفه الكريمة ، وسوابقه العظيمة ، وعنائه في تأسيس قواعد الدين ، وخدمة سيد النبيين والمرسلين ، إلى ما له من الخصائص والفضائل ، التي منها عهد النبي اليه ، ونصه يوم الغدير عليه ، هذا دأب الشيعة في كل عام ، وقد استمر خطباؤهم على الاشادت في كل عصر ومصر ، بحديث الغدير مسندا ومرسلا ، وجرت عادة شعرائهم على نظمه في مدائحهم قديما (٦٣٨) (١) وحديثا ، فلا
__________________
(١) وقال الكميت بن زيد :
ويوم الدوح دوح غدير خم |
|
أبان له الولاية لو أطيعا الخ |
وقال أبوتمام من عبقريته الرائية ، وهي في ديوانه :
ويوم الغدير استوضح الحق أهله |
|
بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر |
أقام رسول الله يدعوهم بها |
|
ليقربهم عرف وينآهم ، نكر |
يمد بضبعيه ويعلم أنه |
|
ولي ومولاكم فهل لكم خبر |
يروح ويغدو بالبيان لمعشر |
|
يروح بهم غمر ويغدو بهم غمر |
فكان له جهر بإثبات حقه |
|
وكان لهم في بزهم حقه جهر |
أثم جعلتم حظه حد مرهف |
|
من البيض يوما حظ صاحبه القبر (منه قدس) |
____________________________________
(٦٣٨) شعراء الغدير : فقد ذكرهم العلامة الاميني وذكر شعرهم في حديث الغدير مع تراجم إضافية ، وابتدأ من القرن الاول بالامام أمير المؤمنين وحتى القرن الرابع عشر ، وذلك في كتابه الجليل (الغدير في الكتاب والسنة والادب) وقد طبع منه أحد عشر مجلدا ترجم فيه ـ ١٠٥ ـ من شعراء الغدير ، انتهى به المطاف إلى القرن الثاني عشر الهجري فراجعه ففيه الكفاية.