سبيل إلى التشكيك في تواتره من طريق أهل البيت وشيعتهم ، فإن دواعيهم لحفظه بعين لفظه ، وعنايتهم بضبطه وحراسته ونشره واذاعته ، بلغت أقصى الغايات ، وحسبك ما تراه في مظانه من الكتب الاربعة وغيرها من مسانيد الشيعة المشتملة على أسانيده الجمة المرفوعة وطرقه المعنعنة المتصلة ، ومن ألم بها ، تجلى له تواتر هذا الحديث من طرقهم القيمة (٦٣٩).
٨ ـ بل لا ريب في تواتره من طريق أهل السنة (٦٤٠) بحكم النواميس الطبيعية كما سمعت (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون). وصاحب الفتاوى الحامدية ـ على تعنته ـ يصرح بتواتر الحديث في رسالته المختصرة الموسومة بالصلوات الفاخرة في الاحاديث المتواترة ، والسيوطي وأمثاله من الحفاظ ينصون على ذلك ، ودونك محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهورين ، وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، ومحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، فانهم تصدوا لطرقه ، فأفرد له كل منهم كتابا على حدة ، (٦٤١) وقد أخرجه بن جرير
____________________________________
(٦٣٩) حديث الغدير من طرق أهل البيت (ع) : وهو مما لا ريب فيه من طرقهم وكتبهم طافحة بالحديث عن ذلك اليوم فان شئت فراجع : بحار الانوار للمجلسي ج ٣٧ باب ـ ٥٢ ـ ط الجديد وغيره من كتبهم.
(٦٤٠) تواتر حديث الغدير : قد تقدم تواتر هذا الحديث من طريق علماء السنة تحت رقم (٦٢٣) فراجع.
(٦٤١) المؤلفون في حديث الغدير من علماء السنة :
١ ـ محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ المتوفى ٣١٠ هـ ـ. له كتاب الولاية في طريق حديث الغدير رواه فيه بخمس وسبعين طريقا وقيل بخمسة وتسعين طريقا. ذكر هذا الكتاب للطبري : ١ ـ الذهبي وابن كثير في تاريخه في ترجمة الطبري