٦ ـ وإن للائمة التسعة من أبنائه الميامين طرقا ـ في نشر هذا الحديث وإذاعته ـ تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس ، كانوا يتخذون اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيدا في كل عام ، يجلسون فيه للتهنئة والسرور ، بكل بهجة وحبور ، ويتقربون فيه إلى الله عزوجل بالصوم والصلاة ، والابتهال ـ بالادعية ـ إلى الله تعالى ، ويبالغون فيه بالبر والاحسان ، شكرا لما أنعم الله به عليهم في مثل هذا اليوم من النص على أميرالمؤمنين بالخلافة ، والعهد إليه بالامامة ، وكانوا يصلون فيه أرحامهم ، ويسعون على عيالهم ، ويزورون اخوانهم ، ويحفظون جيرانهم ويأمرون أولياءهم بهذا كله.
٧ ـ وبهذا كان يوم ١٨ من ذي الحجة في كل عام عيدا عند الشيعة (٦٣٧) (١) ، في جميع الاعصار والامصار ، يفزعون فيه إلى مساجدهم ،
__________________
(١) قال ابن الاثير في عدة حوادث سنة ٣٥٢ من كامله : وفيها في ثامن عشر ذي الحجة ، أمر معز الدولة بإظهار الزينة في البلد ـ بغداد ـ وأشعلت النيران بمجلس الشرطة ، واظهر الفرح ، وفتحت الاسواق بالليل كما يفعل ليالي الاعياد ، فعل ذلك فرحا بعيد الغدير يعني غدير خم ، وضربت الدبادب والبوقات ، وكان يوما مشهودا ، انتهى بلفظه في ص ١٨١ من الجزء الثامن من تاريخه (منه قدس).
____________________________________
(٦٣٧) عيد الغدير عند العترة الطاهرة وشيعتهم : تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي من أهل القرن الثالث ص ١٢ ط الحيدرية ، الكافي لثقة الاسلام الكليني ج ٤ ص ١٤٨ ح ١ وص ١٤٩ ح ٣ ط الجديد بطهران ، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج ١ ص ٤٤ ط النجف ، بحار الانوار للعلامة المجلسي ج ٣٧ ص ١٠٩ باب ٥٢ ح ٢ و ٤٠ و ٤٦ و ٥٣ و ٥٤ وج ٩٨ ص ٢٩٨ باب ٤ ح ١ و ٦ ط الجديد في طهران ، أمالي الصدوق ص ١١١ ، الخصال للشيخ الصدوق ص ٢٤٠ ، ثواب الاعمال للصدوق ص ٧٤.