ومن طريق آخر ، أخرجه الامام احمد في آخر الصفحة المذكورة ، قال : « اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، قال : فقاموا الا ثلاثة لم يقوموا ، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته » اه ـ. (٦٣٥) وأنت اذا ضممت عليا وزيد بن أرقم إلى الاثني عشر المذكورين في الحديث ، كان البدريون يومئذ ١٤ رجلا كما لا يخفى ، ومن تتبع السنن الواردة في مناشدة الرحبة ، عرف حكمة أمير المؤمنين في نشر حديث الغدير وإذاعته.
٥ ـ ولسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليهالسلام ، موقف ـ على عهد معاوية ـ حصحص فيه الحق ، كموقف أميرالمؤمنين في الرحبة ، إذ جمع الناس ـ أيام الموسم بعرفات ـ فأشاد بذكر جده وأبيه وأمه وأخيه ، فلم يسمع سامع بمثله بليغا حكيما يستعبد الاسماع ، ويملك الابصار والافئدة، جمع في خطابه فأوعى ، وتتبع فاستقصى ، وأدى يوم الغدير حقه ، ووفاه حسابه ؛ فكان لهذا الموقف العظيم أثره ، في اشتهار حديث الغدير وانتشاره (٦٣٦).
____________________________________
وج ٢ ص ١٩٩ ح ٩٦١ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر ، ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٢ ص ١١ ح ٥٠٦ ، كنز العمال ج ١٥ ص ١٥١ ح ٤٣٠ ط ٢ ، وقريب منه في : فرائد السمطين ج ١ ص ٦٩.
(٦٣٥) يوجد في : مسند احمد بن حنبل ج ١ ص ١١٩ ط الميمنية وج ٢ ص ٢٠١ ح ٩٦٤ ط دار المعارف بمصر ، ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٢ ص ١١ ح ٥٠٧.
(٦٣٦) احتجاج الامام الحسين (ع) بحديث الغدير :
راجع كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفى سنة (٩٠ هـ ـ) ص ٢٠٦ ـ ٢٠٩ ط النجف ، الغدير للعلامة لأميني ج ١ ص ١٩٨.