الناس قبل الموسم أنه حاج في هذا العام حجة الوداع ، فوافاه الناس من كل فج عميق ، وخرج من المدينة بنحو مئة الف او يزيدون (١) فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس : « علي مني ، وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (٢) » (٦٢٩) ، ولما قفل بمن معه من تلك الالوف وبلغوا وادي خم ، وهبط عليه الروح الامين بآية التبليغ عن رب العالمين ، حط صلى الله عليه وآله وسلم ، هناك رحله ، حتى لحقه من تأخر عنه من الناس ، ورجع اليه من تقدمه منهم ، فلما أجتمعوا صلى بهم الفريضة ، ثم خطبهم عن الله عز وجل ، فصدع بالنص في ولاية علي ، وقد سمعت شذرة من شذوره ، وما لم تسمعه أصح واصرح ، على أن فيما سمعته كفاية ، وقد حمله عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل من كان معه يومئذ من تلك الجماهير ، وكانت تربو على مئة الف نسمة (٦٣٠) من بلاد شتى ، فسنة الله عزوجل ، التي لا تبديل
__________________
(١) قال السيد أحمد زيني دحلان في باب حجة الوداع من كتابه ـ السيرة النبوية ـ : وخرج معه صلى الله عليه وآله وسلّم ـ من المدينة ـ تسعون ألفا ، ويقال مئة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، ويقال أكثر من ذلك (قال) وهذه عدة من خرج معه ، وأما الذي حجوا معه فأكثر من ذلك إلى آخر كلامه. ومنه يعلم أن الذين قفلوا معه كانوا أكثر من مئة ألف وكلهم شهدوا حديث الغدير (منه قدس).
(٢) أوردناه هذا الحديث في المراجعة ٤٨ فراجعه تجده الحديث ١٥ ولنا هناك في أصل الكتاب وفي التعليقة عليه كلام يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه. (منه قدس)
____________________________________
(٦٢٩) تقدم هذه الحديث مع مصادره تحت رقم (٦٥) فراجع.
(٦٣٠) عدد من حضر خطبة النبي يوم غدير خم : (٠٠٠, ١٠٠) مائة ألف أو يزيدون تقدمت مصادر ذلك تحت رقم (٦٢٤) فراجع.