ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال أبوالطفيل : فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله (١) ، فقال : وانه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (٦١٨). اهـ. وهذا
__________________
(١) سؤال ابي الطفيل ظاهر في تعجبه من هذه الامة اذ صرفت هذا الامر عن علي مع ما ترويه نبيها في حقه يوم الغدير وكأنه شك في صحة ما ترويه في ذلك فقال لزيد حين سمع روايته منه : أسمعته من رسول الله؟ كالمستغرب المتعجب الحائر المرتاب ، فأجابه زيد بأنه لم يكن في الدوحات احد على كثرة من كان يومئذ من الخلائق هناك ؛ الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ، فعلم ابوالطفيل حينئذ ان الامر كما قال الكيميت عليه الرحمة :
ويوم الدوح دوح غدير خم |
|
أبان له الخلافة لو أطيعا |
ولكن الرجال تبايعوها |
|
فلم أر مثلها خطرا مبيعا |
ولم أر مثل ذلك اليوم يوما |
|
ولم أر مثله حقا اضيعا (منه قدس) |
(٦١٨) خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص ٩٣ ط الحيدرية وص ٣٥ ط بيروت ، صحيح مسلم ج ٢ ص ٣٦٢ ط عيسى الحلبي بمصر وج ٧ ص ١٢٢ ط محمد علي صبيح بمصر وج ٧ ص ١٢٣ ط المكتبة التجارية في بيروت وقد اختصر الحديث ، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٣٦ ح ٥٣٤ ، أنساب الاشراف للبلاذري ج ٢ ص ٣١٥ ، عبقات الانوار (حديث الثقلين) ج ١ ص ١٢٢ و ١٢٥ و ١٣٢ و ١٥٩ و ١٧٧ و ٢١٢ ، المناقب للخوارزمي ص ٩٣ ، كنز العمال ج ٥ ص ٩١.