يقال بعد هذا أن الآية واردة في سياق النهي عن اتخاذ الكفار أولياء؟!
٢ ـ على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، جعل أئمة عترته بمنزلة القرآن ، وأخبر أنهما لا يفترقان ، فهم عدل الكتاب ، وبهم يعرف الصواب ، وقد تواتر احتجاجهم بالآية (٥٤٥) ، وثبت عنهم تفسير الولي فيها بما قلناه (٥٤٦) فلا وزن للسياق لو سلم كونه معارضا لنصوصهم (١) ، فإن المسلمين كافة متفقون على ترجيح الادلة على السياق ، فإذا حصل التعارض بين السياق والدليل ، تركوا مدلول السياق واستسلموا لحكم الدليل (٥٤٧) ، والسر في ذلك عدم الوثوق حينئذ بنزول الآية في ذلك السياق ، إذ لم يكن ترتيب الكتاب العزيز في الجمع موافقا لترتيبه في النزول باجماع الامة (٥٤٨) ، وفي التنزيل كثير من الآيات
__________________
(١) وأي وزن للظاهر إذا عارض النص. (منه قدس)
____________________________________
(٥٤٥) احتجاج أهل البيت بآية : (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ...).
راجع : الافصاح في امامة اميرالمؤمنين للمفيد ص ٧٤ و ٧٩ ط الحيدرية ، التبيان للشيخ الطوسي ج ٣ ص ٥٥٦ ، الصافي في تفسير القرآن ج ١ ص ٤٤٩ ط الاسلامية بطهران.
(٥٤٦) الولي بمعنى الاولى :
التبيان للشيخ الطوسي ج ٣ ص ٥٥٩ ، الغدير ج ١ ص ٣٤٠.
(٥٤٧) كما ثبت في عالم الاصول.
(٥٤٨) لم يجمع القرآن على حسب ترتيب نزوله في الايات والسور.
راجع : التمهيد في علوم القرآن ج ١ ص ٢١٢ ـ ٢٢٤ ، موجز علوم القرآن ص ١٥٩ و ١٧٣.