ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). (٥٤٤) وهذه الآية مختصة بأمير المؤمنين ، ومنذرة ببأسه (١) وبأس أصحابه ، كما نص عليه أمير المؤمنين يوم الجمل ، وصرح به الباقر والصادق ، وذكره الثعلبي في تفسيره ، ورواه صاحب مجمع البيان عن عمار ، وحذيفة ، وابن عباس ، وعليه إجماع الشيعة وقد رووا فيه صحاحا متواترة عن أئمة العترة الطاهرة ، فتكون آية الولاية على هذا واردة بعد الايماء إلى ولايته ، والاشارة إلى وجوب إمامته، ويكون النص فيها توضيحا لتلك الاشارة ، وشرحا لما سبق من الايماء إليه بالامارة ، فكيف
__________________
(١) نظير قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان ، يضرب أعناقكم وانتم مجفلون عنه اجفال الغنم ، فقال أبوبكر : انا هو يار رسول الله ، قال : لا ، قال عمر : انا هو يا رسول الله ، قال : لا ولكنه خاصف النعل ، قال وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أخرجه كثير من أصحاب السنن وهو الحديث ٦١٠ في أول صفحة ٣٩٣ من الجزء ٦ من الكنز ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله ، فقال ابو بكر : أنا هو ، وقال عمر : انا هو ، قال : لا ، ولكنه خاصف النعل في الحجرة ، فخرج علي ومعه نعل رسول الله يخصفها. أخرجه الامام احمد بن حنل من حديث أبي سعيد في مسنده ، ورواه الحاكم في مستدركه ، وابو يعلى في المسند ، ، وغير واحد من أصحاب السنن ، ونقله عنهم المتقي الهندي في ص ١٥٥ من جزئه السادس. (منه قدس)
____________________________________
(٥٤٤) المائدة : ٥٤ هذه الآية نزلت في الامام علي (ع) حيث انه هو الذي يحبه الله ويحب الله والذليل على المؤمنين والعزيز على الكافرين.
راجع : الكشف والبيان للثعلبي. مخطوط ، التبيان للشيخ الطوسي ج ٣ ص ٥٥٥ ط النجف.