امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، إذ رأوا أن العرب لا تصبر على ان تكون في بيت مخصوص فتأولوا نصوصها ، وجعلوها بالانتخاب ، ليكون لكل حي من احيائهم أمل بها ولو بعد حين ، فكانت مرة هنا ، واخرى هناك ، وتارة هنالك ، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط إلى تأييد هذا المبدأ ، والقضاء على كل ما يخالفه ، فاضطرتهم الحال إلى التجافي عن مذهب أهل البيت ، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به من كتاب وسُنة ، ولو استسلموا لظواهر الادلة فرجعوا إلى أهل البيت ، وارجعوا الخاصة والعامة اليهم في فروع الدين وأصوله ، لقطعوا على انفسهم خط الرجعة إلى مبدئهم ، ولاصبحوا من اكبر الدعاة إلى أهل البيت ، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم ، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في سياستهم ، ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن امامة الائمة من أهل البيت في المذهب ليس الا فرعا عن العدول عن امامتهم العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وان تأويل الادلة على امامتهم الخاصة ، إنما كان بعد تأويل الادلة على امامتهم العامة ، ولو لا ذلك ما التوى عنهم ملتوٍ.
٤ ـ دعنا من نصوصهم وبيناتهم ، وانظر اليهم بقطع النظر عنها فهل تجد فيهم قصورا ـ في علم أو عمل أو تقوى ـ عن الامام الاشعري ، أو الائمة الاربعة أو غيرهم ، وإذا لم يكن فيهم قصور ، فبم كان غيرهم أولى بالاتباع؟ واحق بأن يطاع.
٥ ـ وأي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بحبلهم ، والناسخين على منوالهم ، حاشا أهل السنة والجماعة أن يحكموا بذلك ، والسلام عليهم.
ش