مثل هذا ثقيلا على الناس مذموما ، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون ، فإنا لله وإنا اليه راجعون ، روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال : رأيت منصورا بمكة (قال) : وأظنه من هذه الخشبية ، وما أظنه كان يكذب ... الخ. قلت : ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر ، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله : وما أظنه يكذب ، وي ، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد ، وكأن منصورا جرى في الصدق على خلاف الاصل ، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمدا اسما يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة ، كالخشبية ، والترابية ، والرافضة ، ونحو ذلك ، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى : (ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان) (٣٩٧). وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال : هم من الرافضة كان ابراهيم الاشتر لقي عبيدالله بن زياد ، وأكثر اصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا الخشبية. اهـ. (٣٩٨). قلت : إنما نبزوهم بهذا توهينا لهم ، واستهتارا بقوتهم وعتادهم ، لكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب ، ابن مرجانة ، واستأصلوا شأفة أولئك المردة ، قتلة آلمحمد (وقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (٣٩٩) ، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة إلى ابي تراب ، بل لنا بهما الشرف
____________________________________
(٣٩٧) سورة الحجرات آية : ١١.
(٣٩٨) المعارف لابن قتيبة ص ٦٢٢.
(٣٩٩) سورة الانعام آية : ٤٥.