معارفه (٣٩٤) ، والجوزجاني عده في المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين وفروعه ، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد ، وذلك حيث قال (١) : كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل ابي اسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث ... (٣٩٥) الخ. قلت : ما الذي نقموه من هؤلاء الصادقين؟ أتمسكهم بالثقلين؟ ام ركوبهم سفينة النجاة؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها؟ ـ باب حطة ـ أم التجاءهم إلى أمان اهل الارض؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله في عترته (٣٩٦)؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته؟ كما هو المأثور من سيرتهم ، حتى قال ابن سعد ـ حيث ترجم منصورا في ص ٢٣٥ من الجزء ٦ من طبقاته ـ : انه عمش من البكاء خشية من الله تعالى (قال) وكانت له خرقة ينشف بها الدموع من عينيه (قال) : وزعموا انه صام ستين وقامها ... الخ. فهل يكون
__________________
(١) كما في ترجمة زبيد اليامي من الميزان ، وقد نقلنا هذه الكلمة عن الجوزجاني في أحوال كل من زبيد والاعمش وأبي اسحاق ، وعلقنا عليها تعليقات جديرة بالمراجعة. (من قدس)
____________________________________
(٣٩٤) منتهى المقال في أحوال الرجال ، المعارف لابن قتيبة ص ٦٢٤. وكان من دعاة الشهيد العظيم زيد بن علي (ع) ولما قتل زيد لم يكن منصور في الكوفة ولما بلغه قتله صام سنة يرجو بذلك أن يكفر الله عنه ، راجع حياة الإمام محمد الباقر ج٢ ص٣٧٠.
(٣٩٥) الميزان للذهبي ج ٢ ص ٦٦.
(٣٩٦) إشارة إلى أحاديث تقدم بعضها ويأتي البعض الآخر.