اعتمدوا عليه من رجالهم في الصدق والامانة ، ولا قرين لمن احتجوا به من ابطالهم في الورع والاحتياط ، ولا شبيه لمن ركنوا اليه من ابدالهم في الزهد والعبادة وكرم الاخلاق ، وتهذيب النفس ومجاهدتها ومحاسبتها بكل دقة آناء الليل واطراف النهار ، لا يبارون في الحفظ والضبط والاتقان ، ولا يجارون في تمحيص الحقائق والبحث عنها بكل دقة واعتدال ، فلو تجلت للمعترض حقيقتهم ـ بما هي في الواقع ونفس الامر ـ لناط بهم ثقته ، والقى اليهم مقاليده ، لكن جهله بهم جعله في أمرهم كخابط عشواء ، أو راكب عمياء في ليلة ظلماء ، يتهم ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني (١٣٥) وصدوق المسلمين محمد بن علي بن بابويه القمي (١٣٦) وشيخ الامة محمد بن الحسن بن علي الطوسي (١٣٧) ويستخف بكتبهم المقدسة ـ وهي مستودع علوم آل
____________________________________
الكليني
(١٣٥) هو ثقة الاسلام أبوجعفر محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة ٣٢٨ هـ ـ أو ٣٢٩ هـ ـ وقد أدرك زمان سفراء المهدي (ع) وهو صاحب كتاب الكافي احد الكتب الاربعة المعول عليها ، طبع عدة طبعات منها الطبعة الجديدة في ٨ أجزاء.
الصدوق
(١٣٦) هو رئيس المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق المتوفي ٣٨١ هـ ـ ولد بدعاء الحجة (ع) وهو صاحب كتاب (من لا يحضره الفقيه) احد الكتب الاربعة ، طبع عدة طبعات منها بالنجف في أربعة أجزاء وله من الكتب ما يقرب من ثلاث مائة كتاب.
الطوسي
(١٣٧) هو أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف