أما الصغري وهي قوله : « ان الذين رووا نزول تلك الآيات انما هم من رجال الشيعة » فواضحة الفساد ، يشهد بهذا ثقات اهل السنة الذين رووا نزولها فيما قلناه ، ومسانيدهم تشهد بأنهم اكثر طرقا في ذلك من الشيعة كما فصلناه في كتابنا تنزيل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة. وحسبك غاية المرام المنتشر في بلاد الاسلام (١٣٤).
وأما الكبرى وهي قوله : « إن رجال الشيعة لا يحتج اهل السنة بهم » فأوضح فسادا من الصغرى ؛ تشهد بهذا اسانيد أهل السنة وطرقهم المشحونة بالمشاهير من رجال الشيعة ، وتلك صحاحهم الستة وغيرها تحتج برجال من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيع والانحراف ، ونبذوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا اليهم الغلو والافراط والتنكب عن الصراط ، وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نبزوا بالرفض ، ووصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتى احتجوا بهم في الصحاح بكل ارتياح ، فهل يضغى بعد هذا إلى قول المعترض : « إن رجال الشيعة لا يحتج اهل السنة بهم » كلا.
٢ ـ ولكن المعترضين لا يعلمون ، ولو عرفوا الحقيقة لعلموا ان الشيعة إنما جروا على منهاج العترة الطاهرة ، واتسموا بسماتها ، وانهم لا يطبعون إلا على غرارها ، ولا يضربون إلا على قالبها ، فلا نظير لمن
____________________________________
(١٣٤) وكتاب شواهد التنزيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحسكاني الحنفي من أعملام القرن الخامس الهجري ، فانه ذكر (٢١٠) من الآيات التي نزلت في أهل البيت بروايات متعددة تبلغ (١١٦٣) رواية ، طبع في بيروت. وراجع أيضا : احقاق الحق للتستري ج ٢ وج ٣ ط الجديد بطهران.