مُشَنَّفةً مُحلَّاةً. على ما بَلَغَ أَي وصل إِلى جميع. المَسامع جمع مِسْمع كمنبر : الأُذن ، أَي شاع وذاع حتى وصل إِلى جميع الأَسماع. شُنُوفَ أَي حُلَى. بَيانِه وفيه الاستعارة ومراعاة النظير. مُمهِّد الدين أَي مُسهِّله ومُوطِّئه. ومُؤَيِّده ومُقوِّيه في قيامه بأُموره وما يصلحه ، وفيهما تلميح إِلى أَلقاب جَدّ الممدوح الملك المُؤَيَّد ممهِّد الدين داود بن عليّ ، كما سيأْتي. مُسَدِّد المُلْكِ من السَّداد ، بالفتح ، هو الصواب في القَوْل والفِعل ، أَي مقوّمه ومُنَظِّم ما اختلَّ منه. ومُشَيِّده أَي رافعه ، وسيأْتي في مَادَّته ما يتعلّق به ، وفي الفقرتين الترصيع والالتزام والمبالغة.
(١) مولى مُلوك الأَرض من في وَجْهه |
|
مِقْبَاسُ نُورٍ أَيُّما مِقْبَاس |
(٢) بَدْرٌ مُحَيَّا وَجْهِهِ الأَسنَى لنَا |
|
مُغْنٍ عَنِ القمَرَيْن والنِّبراسِ |
(٣) مِن أُسْرَة شَرُفَتْ وَجَلَّت فاعْتَلَتْ |
|
عَنْ أَنْ يُقَاسَ عَلَاؤُها بقياس |
(٤) رَوَوُا الخِلافةَ كابِراً عَنْ كابِرٍ |
|
بِصَحِيح إِسْنَادِ بِلا إِلْبَاسِ |
(٥) فَرَوى عَليٌّ عَنْ رَسُولٍ مِثلَ مَا |
|
يَرْوِيه يوسفُ عَنْ عُمَرْ ذِي البَاسِ |
(٦) وَرَواه دَاوُودٌ صَحيِحاً عَنْ عُمَرْ |
|
وروى عَليٌّ عَنْهُ للجُلَّاسِ |
(٧) ورَوَاه عَبَّاسٌ كذلك عَنْ عَليِ |
|
ورَوَاه إِسماعيل عَنْ عَبَّاسِ (١) |
مولَى أَي سيّد. مُلوكِ الأَرض ومالكهم بسطوته ومآثره. مَنْ في وَجْههِ* مِقبَاسُ نورٍ أَي شُعْلَة من نور تلمع في وجه الممدوح. أَيُّما مِقباسِ أَيْ مِقْباس وأَيُّ مقباس ، أَيْ مقباس عظيم ، وفي ذكره النور الاحتراس ودفع الإِيهام ، لأَن المقباس هو شعلة نار. بَدْرٌ مُحيّا كثُرَيَّا أَي حُرّ. وَجْهه الأَسنى أَي الأَضوأ أَو الأَرفع. لنا* مُغْنٍ أَي كافٍ. عن القمرَيْنِ أَي الشمس والقمر تغليباً كالنَّيَّرَيْنِ. وعن. النَّبْراسِ بالكسر المصباح ، وفيه المبالغة. مِن أُسْرَةٍ بالضم أَي رَهْطٍ. شَرُفَت أَي علا مجدهم. وجَلَّت فاعْتَلَت أَي ارتفعت. عَنْ أَن يُقَاس مبني للمجهول. عَلاؤُها بالفتح ممدود. بقياس وفيه جناس الاشتقاق ومراعاة النظير. رَوَوُا الخِلَافَة أَي أَسندوها مُعَنْعَنةً من غير انقطاع ، كما يُنْقَلُ الحديث ويُحْمَل عن أَصحابه. كابِراً حال من فاعل رووا أَي عظيماً. عن كابرٍ أَي عن عظيمٍ. بِصحيح إِسنادٍ غير مُعَلّلٍ ولا شَاذٍّ. بلا إِلْباسِ أَي بلا إِشكال وتدليس ، وفيه التورية بالإِشارة إِلى اصطلاح المحدِّثين بذكر الرِّوَاية والإِسناد والصحيح والإِلباس والإِتيان بِعَنْ ، والأَصل في ذلك قول أَبي سعيدِ الرُّسْتميّ في الصاحِب بن عَبَّاد ، كما أَنشدنيه غيرُ واحد :
وَرِثَ الوِزَارةَ كابِراً عن كَابرٍ |
|
مَوْصُولَةَ الإِسنادِ بالإِسنادِ |
فروى عَن العبّاس عَبَّادٌ وِزَا |
|
رَته وإِسماعيلُ عن عَبَّادِ |
ومن هنا أَخذ المصنف فقال. فَرَوى عَلِيٌّ شرع في بيان رجال السند ، وأَراد به الأَمير شمس الدين علِيّاً أَوّل من ملك من هذا البيت وهو قد أَخذ الخلافة عَن والده. رَسُولٍ ويقال إِن اسمه محمد بن هارون بن أَبي الفتح بن يوحي بن أَبي الفتح الجفنيّ الغَسَّانّي ، من نَسْلِ جَبلَة بن الأَيْهم بن جَبلة بن الحارث بن أَبي جَبَلة الغَسَّانيّ ، وهو أَوّل من عَهِد إِليه بالنيابة الخليفةُ المستعصم بالله العباسيّ أَبو محمد عبد الله ، كما قاله الملك الأَشرف النسابة عُمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول عمّ والد الممدوح ، في رسالة له سَمَّاها تُحفة الأَحباب في علم الأَنساب. قال وأَعقب الأَمير شمس الدين عليّ أَربعة : بدر الدين الحسن ، والملك المنصور أَبا بكر ، والملك المنصور عُمر ، والأَمير شرف الدين محمداً. وأَولد الأَمير بدر الدين الحسن من الرجال اثنينِ : أَسد الدين محمداً وفخر الدين أَبا بكر ، وأَولاد أَسد الدين الذُّكْرَانُ : جلال الدين عليّ ، وشمس الدين أَحمد ، وفخر الدين أَبو بكر ، وشرف الدين موسى ، وبدر الدين حسن ، وجلال الدين حسين ، وصلاح الدين عبد الرحمن ، ولفخر الدين ولدٌ واحدٌ ، وهو غياث الدين محمد. مِثلَ ما* يرويه الملك المظفر. يُوسفُ عن والده الملك المنصور. عُمَرْ بن عليّ بن رَسول ، وسكَّنَ راءَهُ ضرورةً. ذِي الباسِ أَي الهيبة والسطوة ، وفيه مع الإِلباس
٠__________________
(١) عن الطبعة الكويتية ، وبهامشها : «أثبت الشعر منفصلاً أولاً ليظهر بنظامه فقد فرق بينه الشارح بشرحه.