القِيَاسِ ، وهي ثمَانِيَة وعِشْرُون فِعْلاً منها : خبَّ يَخُبُّ إِذا عَدَا خَبًّا وخَبِيباً وخَبَباً ، واخْتَبَّ حكاه ثعلبٌ وأَنشد :
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا مُسَانَدَةُ القَرَا |
|
جُمَالِيَّةٌ تَخْتَبُّ ثُمَّ تُنِيبُ |
وقد أَخَبَّهَا صاحِبُهَا ، ويقال جَاءُوا : مُخِبِّينَ ، تَخُبُّ بِهِم دَوَابُّهُمْ ، وفي الحديث «أَنَّهُ كَانَ إِذَا طَافَ خَبَّ ثَلَاثاً» وهُوَ ضَرْبٌ مِنَ العَدْوِ ، وفي الحَدِيث «وسُئلَ عَنِ السَّيْرِ بالجَنَازَةِ فقَالَ : ما دُونَ الخَبَبِ» وفي حديث مُفَاخَرَةِ رِعَاءِ الإِبِلِ والغَنَمِ «هَلٌ تَخُبُّونَ أَو تَصِيدُونَ» (١) أَرَادَ أَنَّ رِعَاءَ الغَنَمِ لا يَحْتَاجُونَ أَنْ يَخْبُّوا في آثَارِهَا ، ورِعَاءَ الإِبِلِ يَحْتَاجُونَ إِليه إِذَا ساقُوهَا إِلى المَاءِ (٢).
والخَبَّةُ مُثَلَّثَةً : طَرِيقَةٌ مِنْ رَمْل أَوْ سَحَابٍ ، وفي جِلْدٍ : من ذَهَابِ اللَّحْم ، أَوْ خِرْقَةٌ طَوِيلَةٌ كالعِصَابَةِ ، كالخَبِيبَةِ ، والخُبُّ بالضَّمِّ ، وهذه عن اللِّحْيَانيّ ، وأَنشد :
لَهَا رِجْلٌ مُحَبَّرَةٌ بِخُبٍّ |
|
وأُخْرَى ما يُسَتِّرُهَا أُجَاحُ (٣) |
وقال أَبو حنيفةَ : الخُبَّةُ مِنَ الرَّمْلِ كهَيْئَةِ الفَالِقِ غيرَ أَنَّهَا أَوْسَعُ وأَشَدُّ انْتِشَاراً ، وليْسَتْ لها جِرَفَةٌ ، وهي الخِبَّةُ والخَبِيبَةُ ، وقال غيرُه : الخِبَّةُ بالكَسْرِ (٤) : الطَّرِيقَةُ منَ الرَّمْلِ والسَّحَابِ ، وهي من الثَّوْبِ : شِبْهُ الطُّرَّةِ ، وقال الأَصْمعيّ : الخِبَّةُ والطِّبَّةُ والخَبِيبَةُ والطِّبَابَةُ : كُلُّ هذَا طَرَائِقُ مِنْ رَمْلٍ وسَحَابٍ ، وأَنشدَ قولَ ذي الرمّة :
مِنْ عُجْمَةِ الرَّمْلِ أَنْقَاءٌ لَهَا خِبَبُ
وَرَوَاهُ غيرُه : لَهَا حِبَبُ ، وهي الطَّرَائِقُ أَيضاً ، وقد تقدَّم ذكرُه في مَحلّه ، واخْتَبَّ مِنْ ثَوْبه خُبَّةً أَي أَخْرَجَ ، وقال شَمِرٌ : خُبَّةُ الثَّوْبِ : طُرَّتُه.
وثَوْبٌ أَخْبَابٌ وخِبَبٌ ، كعِنَبِ (*) : خَلَقٌ مُتَقَطِّعٌ ، عن اللِّحْيَانيّ ، وخَبَائِبُ أَيْضاً ، مثل هَبَائِب ، إِذا تَمَزَّقَ. في الأَساس «خبب» : اعْصِبْ يَدَكَ بالخُبَّةِ [والخبيبة] (٥) ، وهي شِبْهُ طِيَّةٍ منَ الثوْبِ مُسْتَطِيلَةٍ ، وثَوْبٌ خَبَائِبُ [مثل شبارق] (٥).
والخَبِيبَةُ : الشَّرِيحَةُ مِنَ اللَّحْمِ ، وقيلَ : الخَصِيلَةُ (٦) منه يَخْلِطُهَا عَقَبٌ ، وقِيلَ : كُلُّ خَصِيلَةٍ : خَبِيبَةٌ ، وخَبَائِبُ المَتْنَيْنِ : لَحْمُ طَوَارِهِمَا ، قال النابغة :
فأَرْسَلَ غُضْفاً قد طَوَاهُنَّ لَيْلةً |
|
تَقَيَّظْنَ حَتَّى لَحْمُهُنَّ خَبَائِبُ |
والخَبَائِبُ : خَبَائِبُ اللَّحْمِ : طَرَائِقُ تُرَى في الجِلْدِ مِنْ ذَهَابِ اللَّحْمِ ، يقال : لَحْمُهُ (٧) خَبَائِبُ أَيْ كُتَلٌ وزِيَمٌ وقِطَعٌ ونحوُه ، وقال أَوسُ بن حَجَرٍ :
صَدًى غائِرُ العَيْنَيْنِ خَبَّبَ لَحْمَهُ |
|
سَمَائِمُ قَيْظٍ فَهْوَ أَسْوَدُ شَاسِفُ |
قال : خَبَّبَ لَحْمَهُ ، وخَدَّدَ لَحْمَهُ أَي ذَهَبَ فَرِيئَتْ له طَرَائِقُ في جِلْدِه ، وقال أَبو عبيدة : الخَبِيبَةُ : كُلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ مِنَ اللَّحْمِ ، قال : وكُلُّ خَبِيبَةٍ مِنْ لَحْم فهو خَصِيلَةٌ ، في (٨) ذِرَاعٍ كانتْ أَو غَيْرِها ، ويقال : أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذِ ، ولَحْمُ المَتْنِ ، وقال الفراءُ : الخَبِيبَةُ : القِطْعَةُ من الثَّوْبِ ، وقال غيرُه : الخَبِيبَةُ : هِيَ العِصَابَةُ ، وفي الأَساس : ومن المجاز : قَطَعَ خُبَّةً مِنَ اللَّحْم أَي شَرِيحَةً منه (٩) ، الخَبِيبَةُ عَلَى مَا عَرَفْتَ لَيْسَ بِصُوفٍ ، وغَلِطَ الجوْهريُّ ، وإِنَّمَا هو الجَنيبة بمعنَى الصُّوف ، بالجيم والنون والباءِ الموحَّدةِ ، وقد تقدَّمَ ذِكرُهُ في مَحَلِّه ، وهذا الذي أَنْكَرَه المؤلفُ على الجوهريّ هو قولُ أَكْثَرِ أَئِمَّة اللغة ، وقد نقل في لسان العرب بعضاً منه ، قال : الخَبِيبَةُ : صُوفُ الثَّنِيِّ ، وهو أَفْضَلُ مِنَ العَقِيقَةِ ، وهي صُوفُ الجَذَعِ وأَبْقَى وأَكْثَرُ ، وفيه أَيضاً : وأَخطأَ الليثُ حيث ذَكَر في ترجمة «حنن» الحَنَّةُ : خِرْقَةٌ تَلْبَسُهَا المَرْأَةُ فتُغَطِّي رَأْسَهَا ، قال الأَزهريُّ : هو تَصْحِيفٌ ،
__________________
(١) عن النهاية ، وبالأصل «يخبون أو يصيدون».
(٢) بهامش اللسان : قوله ورعاء الإبل ... أي ويعزبون بها إلى المرعى ، فيصيدون الظباء والرئال وأولئك لا يبعدون عن المياه والناس ، فلا يصيدون».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية «قال المجد الأجاح مثلثة الأول الستر» وفي اللسان : مجبرة بدل محبرة.
(٤) في اللسان : والخبيبةُ والخَبَّةُ والخِبَّةُ.
(*) في القاموس : [وخبائِبُ].
(٥) زيادة عن الأساس.
(٦) اللسان : الخصلة.
(٧) اللسان : للحم.
(٨) بالأصل «وفي» أثبتنا ما وافق اللسان.
(٩) عبارة الأساس : وقطع لي خَبَّة من اللحم وخبيبة.