النَّهْيِ (١) عَنِ الأَكْلِ مُتَّكئاً ، أَوْرَدَهُ النَّسَائِيُّ.
وفِي الحَدِيث ذكْرُ أَهَاب كَسَحَاب وهو : ع قُرْبَ المَدِينَةِ هكذا ضَبَطَه الصاغانيّ ، وقال شيخنا : وضَبَطَهُ ابن الأَثِيرِ والقَاضِي عِيَاضٌ وصَاحِبُ المَرَاصِدِ بكَسْرِ الهَمْزَةِ ، وأَوْهَمَ المُصَنِّفُ فِي رِوَايَتِهِ الفَتْحَ ، وقد عَرَفْتَ أَنَّه قَلَّدَ الصَّاغَانيّ فيما رَوَاهُ ، وقال ابنُ الأَثير : ويقالُ فيه : يَهَابُ ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة.
وأُهْبَانُ كعُثْمَانَ اسْمُ صَحَابِيٍّ إِنْ أُخِذَ مِنَ الإِهَابِ فإِن كان من الهبَةِ فالهمزةُ بَدَلٌ من الواو ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعهِ ، وهو أُهْبَانُ بنُ أَوْسٍ الأَسْلَمِيُّ أَبُو عُقْبَةَ أَحَد أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، وأُهْبَانُ بنُ صَيْفِيٍّ الغِفَارِيُّ ، ويقالُ فيه : وُهْبَانُ ، اخْتُلِفَ فيه ، وأُهْبَانُ بنُ عِيَاذ الخُزَاعِيٌّ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ (٢) ، صَحَابِيَّان ، كَذَا في المُعْجَمِ لابنِ فَهْد.
وأَيْهَبُ عَلَى وَزْنِ فَيْعَل : ع مِنْ بِلَادِ بَنِي أَسَد ، لَا يَكَادُ يُوجَدُ فيه مَاءٌ.
[أيب] : الأَيَّابُ كَكَتَّانِ عن ابن الأَثِير في حديث عِكْرِمَةَ قَالَ : «كَانَ طَالُوتُ أَيَّاباً» قَالَ : قَالَ الخَطَّابِيُّ جَاءَ في تَفْسِيرِه (٣) في الحديثِ أَنَّه السَّقَّاءُ ، كَذَا في لسان العرب.
والأَيْبَةُ : الأَوْبَةُ عَلَى المُعَاقَبَة ، بمَعْنَى الرُّجُوعِ والتَّوْبَةِ ، ظَاهِرٌ أَنَّهُ من آبَ يَئيبُ كبَاع يَبِيعُ ، وقد قالوا : إِنَّهَا مادَّةٌ مُهْمَلَةٌ» وإِنَّمَا خُفِّفَ كما ذكرْنَا ، فذِكرُ المُؤَلِّفِ له هنا مُسْتَدْرَكٌ ، قاله شيخُنَا.
فصل الباء
المُوَحَّدَة مِن بَابِهَا
[بأب] : البُؤَبُ كزُفَرَ أَهْمَلَه الجوهريُّ والصاغانيُّ ، وقال صاحب اللسان : هو القَصيرُ مِنَ الخَيْلِ الغَلِيظْ اللَّحْمِ الفَسيحُ الخَطْوِ البَعِيدُ القَدْرِ.
[ببب] : بَبَّةُ : حِكَايَةُ صَوْتِ صَبِيٍّ ، ولَقَبُ قُرَشيٍّ يأْتي ذِكره ، والبَبَّةُ : السَّمينُ ، وقيلَ : الشَّابُ المُمْتَلِىُّ البَدَن نَعْمَةً ، بالفَتْحِ ، وشَبَاباً ، حَكَاه الهَرَوِيُّ وابنُ الأَثِيرِ عن ابْن الأَعْرَابِيّ.
وبَبَّةُ صفَةٌ للأَحْمَقِ الثَّقِيلِ أَيْضاً ، قاله الليثُ ، قال ابن بَرِّيّ في الحَاشية والصاغانيُّ وأَبو زَكَرِيَّا وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ إِنَّ بَبَّةَ اسْمُ جَارِيَةٍ زَعْماً منْه أَنَّ جَارِيَة في الشِّعْرِ بَدَلٌ من بَبَّةَ ، وهذَا غَلَطٌ قَبِيحٌ ، واسْتِشْهَادُه أَي الجَوْهَرِيِّ بالرَّجَزِ أَيْضاً غَلَطٌ ، قال شيخنا : وهذا من تَتِمَّةِ الغَلَط ، لأَنَّه هو الذي أَوْقَعَه فيه فَلَا يَحْتَاجُ إِلى زيادة في التَّغْليط وإِنَّمَا هُوَ لَقَبُ القُرَشِيِّ المَذْكُورِ آنِفاً ، هُوَ عَبْدُ الله بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِب ، وَالِي البَصْرَةِ لابْنِ الزُّبَيْر وفيه يقولُ الفَرَزْدَقُ :
وبَايَعْتُ أَقْوَاماً وَفَيْتُ بِعَهْدِهِمْ |
|
وَبَبَّةُ قَدْ بَايَعْتُهُ غَيْرَ نَادِمِ |
كانت أُمُّه (٤) لَقَّبَتْهُ بِهِ في صغَرِه لكَثْرَةِ لَحْمِهِ ، وقيل : إِنما سُمِّيَ به لأَنَّ أُمَّه كانت تُرَقِّصُه بذلكَ الصَّوْتَ ، وبَبَّةُ حِكَايَةُ صَوْت ، وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «سَلَّمَ عَلَيْهِ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ سَلَامهِ فَقَالَ : مَا أَحْسَبُكَ أَثْبَتَّنِي. قالَ : أَلسْتَ بَبَّةَ» قال الحَافِظُ بنُ حَجَر في الإِصَابَةِ : لأَبِيهِ وَجَدِّهِ صُحْبَة ، وأُمُّهُ أُخْتُ أُمِّ حَبِيبَةَ ومُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، وقد رَوَى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مُرْسَلا ، ويقال إِنَّهُ كان له عند وَفَاتِه سَنَتَانِ ، ورَوَى عن أَبِيهِ وجَدِّه وعن عُمَرَ وعَلِيٍّ وابنِ مَسْعُود وأُمِّ هَانِئ وغَيْرِهِم ، ورَوَى عنه أَوْلادُه عبدُ اللهِ وإِسْحَاقُ ، ومنَ التابعينَ عبدُ المَلكِ بنِ عُمَيْر وأَبُو إِسْحَاقَ السَّبيعيّ وغيرُهُم ، اتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيقِه ، قاله ابنُ عَبْدِ البَرِّ ، وكانت وفاته بعُمَانَ سنة ٨٤ وقوْله أَي الجوهريِّ : قالَ الرَّاجِزُ ، غَلَطٌ أَيْضاً ، والصَّوَابُ كما صَرَّح به الأَئِمَّةُ قَالَتْ هِنْد بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ ، وهذَا فِيهِ مَا فِيهِ ، فَإِنَّه يُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الشَّخْصُ الرَّاجِزُ ، وإِطْلَاقُه عَلَى المَرْأَةِ صَحِيحٌ وهِيَ تُرَقِّصُ وَلَدَهَا عَبْدَ اللهِ بنَ الحَارِثِ المَذْكُورَ.
واللهِ رَبِّ الكَعْبَهْ |
|
لأُنكِحَنّ بَبَّهْ |
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وقال له الخ كذا بخطه ولعل التقدير له حديث في النهي الخ أو نحو ذلك».
(٢) في أسد الغابة : والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس والأسلمي.
(٣) في النهاية واللسان : جاء تفسيره.
(٤) وهي هند بنت أبي سفيان ، أخت معاوية.