* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
جَمَلٌ أَدِيبٌ ، إذَا رِيضَ وذُلِّلَ ، وكَذَا مُؤَدَّبٌ ، وقال مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ :
فَهُنَّ يُصَرِّفْنَ النَّوَى بَيْنَ عَالِجٍ |
|
ونَجْرَانَ تَصْرِيفَ الأَدِيبِ المُذَلَّلِ |
[أذرب] : ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه أَذرب (١) قال ابنُ الأَثِيرِ في حديث أَبي بكر رضياللهعنه «لَتَأْلَمُنَّ النَّوْمَ عَلَى الصُّوف الأَذْرَبِيِّ كَمَا يَأْلَمُ أَحَدُكم النَّوْمَ على حَسَكِ السَّعْدَانِ» الأَذْرَبِيُّ : منسوب إِلى أَذْرَبِيجَانَ ، على غَيْر قياس ، قال : هكذا يَقُولُه العَرَبُ ، والقِيَاسُ أَنْ يقولَ : أَذْرِيٌّ (٢) ، بغير بَاءٍ كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَهُرْمُزَ : رَامِيٌّ ، قال : وهو مُطَّرِدٌ في النسب إِلى الأَسْمَاءِ المُرَكَّبَةِ ، وذكره الصَّغانِيُّ.
[أرب] : الإِرْبُ ، بالكَسْرِ والسُّكُونِ هو : الدَهاء والبَصَرُ بالأُمُورِ كالإِرْبَةِ ، بالكَسْرِ ويُضَمُّ فيقال : الأُرْبَةُ ، وزاد في لسان العرب : والأَرْب (٣) ، كالضَّرْب. والنُّكْرُ هكذا في النسخ بالنون مضمومة ، والذي في «لسان العرب» وغيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ : المَكْر ، بالميم والخُبْثُ والشَّرُّ والغَائِلَةُ ورَدَ في الحديث أَن النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فقال «مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا» أَصْلُ الإِرْب بكَسْرٍ. فسُكُونٍ : الدَّهَاءُ والمَكْرُ ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا ، قال ابنُ الأَثِيرِ : أَي مَنْ خَشِيَ غَائِلَتَهَا وجَبُنَ عن قَتْلِهَا الذي (٤) قيل في الجاهلية إِنها تُؤْذِي قَاتِلَهَا أَو تُصِيبُه بخَبَل فَقَدْ فَارَقَ سُنَّتَنَا وخَالَفَ ما نحنُ عليه ، وفي حديث عَمْرِو بن العَاصِ «فَأَرِبْتُ بأَبِي هُرَيْرَةَ ولمْ تَضْرُرْ بي (٥) أَي احْتَلْتُ عليه وهو من الإِرْبِ : الدَّهاءِ والمَكْرِ (٦) ، والعُضْوُ المُوَفَّرُ الكَامِلُ الذي لم ينقص منه شيءٌ ويقال لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ ، يقال قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً ، أَي عُضْواً عُضْواً ، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ : مُوَفَّرٌ ، والجَمْعُ آرَابٌ يقال : السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ ، وأَرْآبٌ أَيضاً ، وأَربَ الرَّجُلُ ، إِذا سجَدَ على آرَابِه مُتَمَكِّناً ، وفي حديث الصَّلَاةِ «كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ» أَيْ أَعْضَاءٍ ، واحدُهَا إِرْبٌ ، بكَسْرٍ فسُكُون ، قال : والمرادُ بالسَّبْعَةِ : الجَبْهَةُ واليَدَان والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَان. والآرابُ : قِطَعُ اللَّحْم والعَقْلُ والدِّينُ كلَاهُمَا عن ثعلب ، وضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ : الدَّيْنُ بفتح الدَّالِ المُهْمَلَةِ ، والفَرْجُ قاله السُّلَمِيّ في تفسير الحديث الآتي ، قيل : وهو غير معروف ، وفي بعض النسخ : الفَرَحُ ، محَركَةً آخرُه حاءٌ مهملة والإِرْبُ الحَاجَةُ كالأُرْبَةِ بالكسر والضَّمِّ ، وفيه لُغَاتٌ أُخَرُ غير ما ذكرت منها الأَرَبِ مُحَرَّكَةً والمَأْرُبَةِ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ كالمَأْدُبَةِ مُثَلَّثَةَ الدَّالِ ، وفي حديث عائشةَ رضياللهعنها «كَانَ رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمْلَكَكُمْ لِأَرَبِهِ» أَيْ لِحَاجَتِه ، تَعْنِي أَنَّهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ أَغْلَبَكُمْ لِهَوَاهُ وحَاجَتِه ، أَيْ كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَوَاهُ ، وقال السُّلميّ : هُوَ الفَرْجُ هاهنا وقال ابنُ الأَثيرِ : أَكْثَرُ المُحَدِّثينَ يَرْوُونَه بفَتْح الهَمْزَةِ والرَّاءِ يَعْنُونَ الحَاجَة ، وبعضُهم يَرْوِيهِ بكَسْرِهَا وسكون الرَّاءِ وله تَأْوِيلَانِ : أَحَدُهُمَا أَنَّه الحَاجَة ، والثاني أَرَادَتْ [بِه] (٧) العُضْوَ ، وعَنَتْ [بِه] (٧) مِنَ الأَعضَاءِ الذَّكَرَ خَاصَّةً ، وقوله في حديثِ المُخَنَّثِ «كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ» أَي النِّكَاحِ ، والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ ، تَقُولُ العَرَبْ في المَثَل «مَأْرُبَةٌ لَا حَفَاوَةٌ» قال الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لِأَرَبٍ لَهُ فيكَ لَا مَحَبَّةً. والمَأْرُبَةُ : الحَاجَةُ. والحَفَاوَةُ : الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ في السُّؤَال عنه ، وهي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ ، قال اللهُ تعالَى (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (٨) وقَالَ تَعَالَى : (غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ) (٩) قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ : هُوَ المَعْتُوهُ. ولَقَدْ أَرُبَ الرَّجُلُ يَأْرُبُ إِرَباً كَصَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ (١٠) وأَرُبَ أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ أَيْ عَقَلَ ، فَهُوَ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَبَاءَ وأَرِبٌ كَكَتِفٍ.
__________________
(١) عن اللسان ، وبالأصل «ذأرب».
(٢) ضبط النهاية «أَذَرِيّ» واللسان : «أَذرِيّ».
(٣) الأدب في المحكم بالتحريك.
(٤) كذا في المطبوعتين المصرية والكويتية ، وفي اللسان والنهاية. «للذي».
(٥) كذا بالأصل والنهاية ، وفي اللسان : «تضررني» وزيد في المصدرين : إربة أربتها قط قبل يومئذ».
(٦) اللسان والنهاية : والنكر.
(٧) عن اللسان والنهاية.
(٨) سورة طه الآية ١٨.
(٩) سورة النور الآية ٣١.
(١٠) اللسان : دَهُيِ.