والتَأَتَّبُ : الاسْتِعْدَادُ والتَّصَلُّبُ أَيضاً ، نقله الصَّغَانِيّ وعن أَبي حَنِيفَةَ : هو
أَنْ تَجْعلَ حِمالَ القَوْس بالكَسْر ، في
صَدْرِكَ وتَخْرجَ منْكِبَيْكَ مِنهَا فَيَصِيرَ القَوْسُ على مَنْكِبَيْكَ .
ورَجُلٌ مُؤَتَّبُ الظَّهْرِ كمُعَظَّم : مُعْوَجُّهُ ، نقله الصاغانّي.
[أثب] : المِئْثَبُ بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ ، كَمِنْبَر أَهمله الجوهريّ ، وقال غيره : هو المشْمَلُ وَزْناً ومَعْنًى ، وكأَنَّ الصحيح عند الجوهريّ أَنه
بالتاءِ المُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ ، كما هو رأْي كثيرين ، وقال الليث : المِئْثَبُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ ، وقال أَبو عمرو : المِئْثَبُ : الجَدْوَلُ أَي نَهْرٌ صغيرٌ ، وفي نَوَادِر الأَعراب
المئْثَبُ :
ما ارتَفَعَ من
الأَرْض ، وقال ثَعْلب
عن ابن الأَعرابيّ في هذا كله بترك الهَمْزِ ، نقله الصاغانيّ والمَآثِبُ جَمْعُهُ ، و : ع قال كُثَيّرُ عزّةَ ، وأَنْشدَه أَبُو حَنِيفَةَ في
كتاب الأَنواءِ :
وهَبَّتْ
رِيَاحُ الصَّيْفِ يَرْمِينَ بالسَّفا
|
|
تَلِيَّةَ
بَاقِي قَرْمَلٍ بالمَآثِبِ
|
وزَعَم شيخُنا
أَنه في شِعْرِ كُثَيِّر اسمٌ لِمَاءٍ كما قاله شُرَّاحُه.
قُلْتُ : بَلْ
هو وَاد من أَوْدِيَةِ الأَعْرَاضِ التي تَسيلُ مِن الحِجَاز في نَجْد ، اخْتَلَطَ
فيه عَقْلُ بن كَعْب وزَبِيد من اليَمَن ، أَو
جَبلٌ كان فيه صَدَقَاتُه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والأَثَبُ مُحَرَّكَةً : شَجَرٌ ، مُخَفَّفُ
الأَثْأَبِ بوزْن أَفْعَل
، ونظيرُه شَمَل وشَمْأَل ، فإِنَّ الأَوَّلَ : لغةٌ في الثاني الذي هي الرِّيحُ
الشَّامِيَّةُ ثم نقلوا الهمزةَ إِلى الساكن قبلها ، فبقي شَمَل ، كما ذكره
النحاةُ وبعض اللغويين ، قاله شيخنا ، وسيأْتي في «أَثأَب» أَنها ليست بلغة في
أَثَب ، ومَن ظَنَّها لغةً فقد أَخطأَ.
* ومما يستدرك
عليه :
الأُثَيْبُ : مُوَيْهَةٌ في رَمْلِ الضّاحِي قرب رمّان في طرف
سَلْمَى أَحدِ الجَبَلَيْنِ ، كذا في معجم البلدان.
[أدب] : الأَدَبُ ، مُحرَّكَةً : الذي
يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس ، سُمّيَ به لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إِلى المَحَامِدِ وَيَنْهَاهُم عن المَقَابحَ ،
وأَصلُ الأَدَبِ : الدُّعَاءُ ، وقال شيخنا ناقلاً عن تقريراتِ شيوخه : الأَدَبُ مَلَكَةٌ تَعْصِمُ مَنْ قامت به عمَّا يَشِينُه ، وفي
المصباح : هو تَعَلُّمُ رِيَاضَةِ النَّفْسِ ومَحَاسِن الأَخْلَاقِ. وقال أَبو زيد
الأَنصاريّ : الأَدبُ يَقَع على كل رِيَاضَةٍ مَحْمُودَةٍ يَتَخَرَّجُ بها
الإِنسانُ في فَضِيلةٍ من الفَضَائِلِ ، ومثله في التهذيب ، وفي التوشيح : هو
استعمالُ ما يُحْمَدُ قَوْلاً وفعْلاً ، أَو الأَخذُ أَو الوُقُوفُ مع
المُسْتَحْسَنَات أَو تَعْظِيمُ مَنْ فوقَك والرِّفْق بمَنْ دُونَكَ ، ونَقَل
الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة عن الجَوَالِيقي في شرحِ أَدَبِ الكَاتِبِ : الأَدَبُ في اللغة : حُسْنُ الأَخلاق وفِعْلُ المَكَارِم ،
وإِطلاقُه على عُلُومِ العَرَبِيَّة مُوَلَّدٌ حَدَثَ في الإِسلام ، وقال ابنُ
السِّيدِ البَطَلْيَوْسِيُّ : الأَدَبُ
أَدَبُ النَّفْسِ
والدَّرْسِ . والأَدَبُ :
الظَرْفُ بالْفَتْح ، وحُسْنُ
التَّنَاوُلِ ، وهذا
القَوْلُ شَاملٌ لغَالِبِ الأَقْوَالِ المذكورة ، ولذا اقْتَصَرَ عليه المُصَنِّف
، وقال أَبو زيد : أَدُبَ الرَّجُلُ
كَحسُنَ يَأْدُبُ
أَدَباً فهو أَديبٌ ، ج أُدبَاءُ وقال ابنُ بُزُرْج : لَقَدْ أَدُبْت أَدَباً حسَناً ، وأَنْت
أَدِيبٌ ، وأَدَّبَه أَي
عَلَّمه ، فَتَأَدَّب تعلّم ، واستَعْمَلَهُ الزجَّاجُ في اللهِ عزَّ وجَلَّ
فقال : والحَقُّ في هذا ما
أَدَّبَ اللهُ تعالى
به نَبِيَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفُلَانٌ قَد
اسْتَأْدَبَ بمعْنى تَأَدَّبَ ، ونقل شيخنا عن المصباح : أَدَبْتُه أَدْباً ، منْ باب ضَرَب : عَلَّمْتُه رِيَاضَةَ النَّفْسِ
ومَحَاسِن الأَخلاق ، وأَدَّبْتُه
تَأْدِيباً مُبَالَغَةٌ
وتَكْثِيرٌ ، ومنه قيل :
أَدَّبْتُه
تَأْدِيباً ، إِذا
عَاقَبْتَه على إِسَاءَتِهِ ، لأَنه سبَبٌ يدعو إِلى حَقِيقَةِ الأَدَب ، وقال غيرُه : أَدَبَه ، كضَرَبَ وأَدَّبَه : راضَ أَخْلَاقَه وعَاقَبَه على إِساءَته لِدُعَائِه
إِيَّاهُ إِلى حَقِيقَةِ
الأَدَب ، ثم قال : وبه
تَعْلَمُ أَنَّ في كلام المصنف قُصُوراً من وَجْهَيْنِ.
والأُدْبَةُ ، بالضَّمِّ ، والمَأْدُبَةُ ، بضم الدال المهملة ، كما هو المشهور ، وصَرَّح
بأَفْصَحيَّتِه ابنُ الأَثير وغيرهُ
وأَجَازَ بعضُهم المَأْدَبَة بفتحها ، وحكى ابن جني كَسْرَها أَيضاً ، فهي
مُثَلَّثَةُ الدالِ ، ونصُّوا على أَن الفَتْحَ أَشْهَرُ من الكَسْرِ : كلُّ طَعَام
__________________