وهي من ناحية الأَرْبُسِ (١) موصوفةٌ بكثرة الفَوَاكه وإِنباتِ الزعفرانِ ، ينسب إِليها أَبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المُعْطِى بن أَحمدَ الأَنصاريُّ ، روى عن أَبي حَفْص عُمَر بنِ إِسماعيلَ الرِّقّي (٢) ، كتب عنه أَبو جعفر أَحمد بن يحي الجَارُودِيّ بمصر ، وأَبو العباس أَحمد بن محمد الأُّبِّيُّ ، أَديب شاعر ، سافر إِلى اليمن ، ولقي الوَزِيرَ العَبْدِيَّ ، ورجع إِلى مصْرَ فأَقَام بها إِلى أَن مات في سنة ٥٩٨ ، كذا في المعجم.
قُلْتُ : أَما عبد الرحمن بن عبد المعطي المذكورُ فالصواب في نِسْبَتِه الأُبَيِّي منسوب إِلى جَدِّه أُبَيّ ، نبَّه على ذلك الحافظُ ابنُ حَجر.
وممن نسب إِليها من المتأَخرين ، الإِمام أَبو عبد الله محمدُ بن خليفةَ التونسيُّ الأُّبِّيُّ شارح مُسْلِم تلميذُ الإِمام ابن عَرَفَةَ ، ذكره شيخنا.
وأَبَّبَ ، إِذا صاحَ ، والعَامَّةُ تقول هَبَّبَ.
وتَأَبَّبَ بِهِ أَي تَعَجَّبَ وتَبَجَّحَ ، نقله الصاغانيّ.
وأَبَّى بفتح الهمزة وتشديد الباء والقَصْرِ كَحَتَّى : نَهْرٌ بين الكُوفَة وبين قَصْرِ ابنِ هُبَيْرَةَ بَنِي مُقَاتِل ، هكذا في النُّسَخِ ، وصوابُه «ابْن مُقَاتِل» وهو ابنُ حسَّانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ بنِ إِبراهِيَم بن أَيّوبَ التَّيْمِيّ ، مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ ، وسيأْتي ذكرهُ يُنْسَبُ إِلى أبَّي بنِ الصَّامَغَانِ من مُلُوكِ النَّبَطِ ذَكَره الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ. ونَهْرٌ من أَنهار البَطِيحَةِ بِوَاسِطِ العرَاقِ وهو من أَنهارها الكبار ، ووَرَدَ في الحديث عن محمد بن إِسْحَاقَ ، عن معبد بنِ كعبِ بنِ مالكٍ قال : لَمَّا أَتَى النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَنِي قُرَيْظَةَ ، ونزل على بِئرٍ من أَبْيَارِهِم في ناحية من أَموالهم ، يقال لها بِئرُ أَبَّى وهي بِئرٌ بالمَدِينَةِ قال الحَازِمِيُّ : كذا وجدتُه مضبوطاً مُجَوَّداً بخط أَبِي الحَسَنِ بنِ فُرَات أَو هِيَ وفي نُسْخَةٍ هُوَ أَنَا بالنُّونِ مُخَفَّفَةً كَهُنا قال الحَازِميّ : كذا سمعته من بعض المُحَصِّلِين ، كذا في المعجم ، وسيأْتي ذكرُه في مَحَلِّه ، إِن شاءَ الله تعالى.
* ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :
أَبَّ إِذَا حَرَّكَ ، عَن ابن الأَعْرَابيّ ، وائْتَبَّ إِذا اشْتَاقَ.
وأَبَّى بنُ جَعْفَر النَّجِيرَمي مُحَدِّثٌ ضعيف.
وسَالِمُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبَّى أَندلسِيٌّ ، روى عن ابن مُزَينِ ، وسيأْتي في آخر الكتاب.
[أتب] : الإِتْبُ بالكَسْرِ ، كذا في النسخ الكثيرَة ، وفي بعضها بلا ضَبْط ، فيكون على مُقْتَضَى قاعدته بالفَتْحِ والمِئْتَبَةُ كمِكْنَسَة : بُرْدٌ أَو ثَوْبٌ يُؤْخَذُ ويُشَقُّ في وَسَطه فَتَلْبَسُهُ المَرْأَةُ : أَي تُلْقيه في عُنُقهَا مِنْ غَيْرِ جَيْبِ وَلَا كُمَّيْنِ ، تَثْنِيَةُ كُمٍّ ، وقال الجوهريّ : الإِتْبُ البَقِيرَةُ (٣) ، وسيأْتي بَيَانُها ، والإِتْبُ : دِرْعُ المَرْأَةِ ، وقِيلَ : الإِتْبُ : مَا قَصُرَ مِنَ الثِّيَابِ فَنَصَفَ السَّاقَ ، أَي بَلَغ إِلى نِصْفِهِ (٤) ، أَو هو النُّقْبَةُ ، وهو سَرَاويلُ بِلَا رِجْلَيْنِ ، أَو هو قَمِيصٌ بِلَا كُمَّيْنِ ، كما قاله بعضهم ، وفي حديث النَّخَعِيِّ «أَنَّ جَارِيَةً زَنَتْ فَجَلَدَهَا خَمْسِينَ وَعَلَيْهَا إِتْبٌ لَهَا وإِزَارٌ» الإِتْبُ بالكَسْرِ : بُرْدَةٌ تُشَقُّ فَتُلْبَسُ من غير كُمَّيْنِ ولا جَيْب ، وعليه اقْتَصَر جَمَاهِيرُ أَهلِ اللغة ، وقيل : الإِتْبُ غَيْرُ الإِزَارِ لا رِبَاطَ له ، كالتِّكَّةِ ، وليس عَلَى خيَاطَة السَّرَاويل ، ولكنه قَمِيصٌ غَيْرُ مَخيطِ الجَانِبَيْنِ ، ج آتَابٌ ، على القِيَاسِ في فِعْل ، بالكَسْر ، وإِتَابٌ بالكَسْر وأُتُوبٌ بالضَّمِّ كفُلُوس وآتُبٌ كأَفْلُس ، على القِياسِ في فَعْل بالفتْح.
وأُتِّب الثَّوْبُ تَأْتِيباً أَيْ صُيِّرَ إِتْباً ، قال كُثَيِّرُ عزَّةَ :
هَضِيم الحشَا رُؤدُ المَطَى بَخْتَرِيَّةٌ |
|
جَمِيلٌ عليها الأَتْحَمِيُّ المُؤَتَّبُ |
وقد تَأَتَّبَ به وائْتَبَّ أَي لَبِسهُ ، وأَتَّبَهُ به وأَتَّبَهُ إِيَّاهُ تَأْتِيباً كِلاهُمَا : أَلْبسهُ إِيَّاهُ ، أَيِ الإِتْبَ فَلَبِسَه ، وعن أَبي زيد : أَتَّبْتُ الجاريَةَ تَأْتيباً إِذا درَّعْتها (٥) دِرْعاً ، وائْتَتَتِ الجَاريَةُ فهي مُؤْتَتِبَةٌ إِذا لبِستِ الإِتْبَ.
وإِتْبُ الشَّعيرِ بالكسْر : قِشْرُهُ قال شيخُنا ضَبْطُه هنا بالكَسْرِ يَدلُّ على أَن الأَوَّلَ مُطْلَقٌ بالفتْح وإِلَّا كان هو تَكْرَاراً ، كما هو ظاهر.
__________________
(١) عن معجم البلدان وبالأصل «الارس».
(٢) كذا ، وفي معجم البلدان : البرقي.
(٣) كذا في الأصل واللسان والمقاييس ، وفي الصحاح : البقير.
(٤) لعلها «نصفها» أي نصف الساق.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «أدرعتها».