والشَّرابِ ، وهو أَيضاً دُعاءُ الإِبلِ للشُّرْبِ قال الهَرَّاءُ :
فَمَا كَانَ عَلَى الجِيءِ |
|
وَلَا الهِيءِ امْتِدَاحِيكَا |
وقد تقدَّمَ الكلامُ عليه في ج ى أَ وهو مأْخُوذٌ مِن هَأْهَأْتُ بالإِبل : دَعَوْتُها للعَلَفِ.
والمُتَهَيِّئَةُ على صيغة اسم الفاعل مِنَ النُّوقِ : التي قَلَّمَا تُخْلِفُ إِذَا قُرِعَتْ أَنْ تَحْمِلَ نقله الصاغاني ويا هَيءَ مَالِي : كَلِمَةُ أَسف وَتَلَهُّف ، وهَيْء : كلمةٌ معناها الأَسف على الشيءِ يَفوتُ ، وقيل : هي كلمةُ تَعَجُّبِ ، قال الجُمَيْحُ بن الطَّمَّاح الأَسدِيّ :
يَا هَيْءَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ |
|
مَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ وَالتَّقْلِيبُ |
ويُرْوَى يَا شَيْءَ مَالِي ، ويا فَيْءَ مَالِي وكلُّه واحدٌ أَو اسْمٌ نقل ابنُ بَرِّيّ عن بعض أَهل اللغة أَنَّ هَيْءَ اسْمٌ لِفعْلِ أَمْر ، وهو تَنَبَّهْ (١) واسْتَيْقِظْ كَصَهْ وَمَهْ ، في كونِهما اسمَيْنِ لِاسْكُتْ واكْفُفْ ، ودَخَلَ حَرْفُ النداءِ عليها كما دَخلَ على فِعْلِ الأَمْرِ في قولِ الشَّمَّاخ :
أَلَا يَا اسْقِيَانِي قَبْلَ غَارَةِ سِنْجَالِ
وإِنما بُنِيَ عَلَى حَرَكَةٍ للسَّاكِنَيْنِ أَي لئلَّا يَلْتَقِيَ ساكِنانِ. وبُنِي عَلَى الفَتْحِ بالخصوصِ طَلباً لِلْخِفَّةِ بمنزلةِ كَيْف وأَيْنَ.
فصل الياء
المثناة من تحت
[يأيأ] : يَأْيَأَهُ أَي الرجلَ يَأْيَأَةً كدَحْرَجَةٍ ويَأْيَاءً كَسَلْسَالٍ : أَظْهَرَ إِلْطَافَهُ ، كذا في الصحاحِ والعُبابِ وقيل : إِنما هو بَأْبَأَ ، بالموحَّدَة ، قال ابنُ سِيدَه : وهو الصحيح.
ويَأْيَأَ بِهِمْ أَي القوم : دعاهُمْ لِضِيَافَةٍ أَو غَيْرِها.
ويَأْيَأَ بِالإِبِل إِذا قال لها : أَيْ ، بفتح الهمزة لِيُسَكِّنَها مقلوب منه أَوْ قَالَ للقوم : يَأْيَأْ ، لِيَجْتَمِعُوا نقله ابنُ دُرَيْدٍ.
واليَأْيَاءُ أَيضاً : صِيَاحُ اليُؤْيُؤِ وهو اسمٌ لِطَائرٍ من الجَوَارِح كالبَاشَقِ ، قال شيخنا : وذكره المؤلّف استطراداً ، بخلاف الجوهريِّ وغيره فإِنهم ذَكروه في المادَّةِ استقلالاً ، وزَعم الكَمَالُ الدميري أَنه طائرٌ صغيرٌ قصيرُ الذَّنَبِ ، ومِزَاجُه بالنِّسبة إِلى البَاشَق بَارِدٌ رَطْبٌ لأَنه أَصْبَرُ منه نَفْساً ، وأَثقلُ حَرَكَةً ، قال : ويُسَمِّيه أَهلُ مصرَ والشامِ : الجَلَمَ ، لِخِفَّةِ جناحَيْه وسُرْعَتِهمَا وَجَمْعُه اليَآيِئُ (٢) قال الحَسَنُ بنُ هَانِئ في طَرْدِيَّاتِه :
قَدْ أَغْتَدِي وَاللَّيْلُ فِي دُجَاهُ |
|
كَطُرَّةِ البُرْدِ عَلَى مَثْنَاهُ |
بِيُؤْيُؤٍ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ |
|
مَا فِي اليآئي يُؤْيُؤٌ شَرْوَاهُ |
* ومما يستدرك عليه :
قال أَبو عمرو : اليُؤْيُؤُ : رَأْسُ المُكْحُلَةِ ، وقد تقدم في الباء ، ولعله تَصحِيفٌ من هذا.
ويومُ يُؤْيُؤٍ من أَيام العرب ، وهو يوم أُوَاقٍ ، ذكره المصنف في القاف ، وأهمله هنا.
[يرنأ] : اليُرَنَّأُ ، بضَمِّ الياءِ وفَتْحِها ، مَقصورَةً مُشدَّدَةَ النونِ وبتخفيفها ، حكى الوَجهينِ القَالي في كتابه ، ونقل الضَّمَّ عن الفَرَّاءِ قال : واليُرَنَّى على يُفَعَّل بالهمز وتَرْكِه واليُرَنَّاءُ ، بالضمِّ والمدِّ : الحنَّاءُ قال القُتَيْبِيّ أَو مثله ، قال دُكَيْنُ بنُ رَجَاءٍ :
كَأَنَّ بِالْيُرنَّإِ المَعْلُولِ |
|
حَبَّ الجَنَا مِنْ شُرَّع نُزُولِ |
وفي حديثِ فاطمةَ رضياللهعنها أَنهَا سَأَلتِ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن اليُرَنَّاءِ فقال : «مِمَّنْ سَمِعْتِ هذه الكلمة» فقالت : من خَنْسَاءَ. وقال القُتَيبِيُّ : لا أَعرِف لهذه الكَلِمة في الأَبْنِيَةِ مَثَلاً. قال شيخُنا : ولو قال المصنِّفُ : اليُرَنَّأَ بالضم والفتح والقصر والمد مشدّد النون وقد تحذف الهمزة من المقصور لكان أَضبط وأَجمع وأَبعد عن الإِبهام والخلط.
ويَرْنَأَ لِحْيَتَهُ : صَبَغَ بِهِ أَي اليُرَنَّاءِ ، كَحَنَّأَ مُضَعَّفاً ، وهو مِن غَرِيبِ الأَفْعَالِ لأَنه على صِيغَةِ المُضَارِع وهو مَاضٍ ، وذكره في لِسان العرب في رَ نَ أَ عن ابن جني قالوا : يَرْنَأَ
__________________
(١) القاموس : لتنَبَّه.
(٢) زيد في الصحاح : وجاء في الشعر اليآيي (اللسان : اليآئي).