أَهَاءُ ، أَي ما أَعْطِي وما أُهاءُ أَي على ما لم يُسَمَّ فاعلُه أَي ما أُعْطَى وفي التنزيل (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١).
والمُهْوَأَنَّ بضم الميم وفتح الهمزة وتُكسَر هَمْزَتُه عن ابن خَالَوَيْهِ هو : الصَّحْرَاءُ الواسعَةُ قال رُؤْبةُ :
جَاءُوا بِأُخْرَاهُمْ عَلَى خُنْشُوشِ |
|
في مُهْوَأَنَّ بِالدَّبَا مَدْبُوشِ |
المَدْبُوش : الذي أَكلَ الجَرَادُ نَبْتَه. وخُنْشُوشٌ : اسم موضع. والمُهْوَأَنُّ : العَادَةُ نقله الصاغاني ، والطَّائِفَةُ مِن اللَّيْلِ يقال : مَضَى مُهْوَأَنَّ من الليل أَي هُوِيٌّ منه وقال ابن بَرّيّ ذِكْرُهُ هُنا (٢) وَهَمٌ للجوهريِّ ، لأَن مُهْوَأَنَّا وزْنُه مُفْوَعَلٌّ وكذلك ذكره ابنُ جِنّي ، قال : والواو فيه زائدةٌ ، لأَنها أَي الواو لا تَكُونُ أَصْلاً في بَنَاتِ الأَربعَةِ (*) وقد ذكره ابنُ سِيده في مقلوب هنأَ ، قال : المُهْوَأَنُّ : المكانُ البعيد ، قال : وهو مثالٌ لم يذكُرْه سيبويه.
وَلَا هَاءَ الله ذا ، بالمدِّ ، أَي لا وَاللهِ ، أَو الأَفْصَحُ فيه لَاهَا الله ذا ، بِتَرْك المَدِّ ، أَو أَن المَدُّ فيه لَحْنُ كما ادَّعاه بعضٌ منهم والأَصْلُ لَا وَاللهِ ، هذا ما أُقْسِمُ بِه. فأُدْخِلَ اسْمُ اللهِ بَيْنَ ها ، وذا فتحصَّل ثلاثةُ أَقوالٍ ، والكلامُ فيه مَبسوطٌ في المُغني والتسهيل وشُرُوح البُخاريّ.
* ومما يستدرك عليه :
هَاوَأْتُه : فاخَرْتُه ، لغةٌ في هَاوَيْتُه ، عن ابنِ الأَعرابيّ.
وما هُؤْتُ هَوْأَةُ أَي ما شَعَرْتُ به ولا أَرَدْتُه.
وإِني لأَهوءُ بك عن هذا الأَمرِ ، أَي أَرفعُك عنه ، نقله اللِّحيانِيُّ.
[هيأ] : الهَيْئَةُ بالفتح وتُكْسَر نادراً : حَالُ الشَّيْءِ وَكَيْفِيَّتُه وعن الليث : الهَيْئَةُ للمُتَهَيِّئ في مَلْبَسِه ونَحْوِه وَرَجُلٌ هَيِّئ وَهَيِيء ، كَكَيِّسٍ وظَرِيفٍ عن اللِّحيانِيّ (٣) أَي حَسَنُهَا من كلّ شيءٍ وقد هَاءَ يَهَاءُ ، كيخاف هَيْئَةً ويَهيءُ قال اللحياني : وليست الأَخيرةُ بالوَجْهِ وقد هَيُؤَ بضمّ الياءِ كَكَرُمَ حكى ذلك ابنُ حِنِّي عن بعض الكوفيِّين ، قال : ووجهُه أَنه خَرج مَخْرَج المبالغةِ فلَحِق بباب قولهم قَضُوَ الرجلُ إِذا جَادَ في قَضَائِه وَرَمُوَ إِذا جادَ رَمْيُه ، قال : فكما يُبْنَى فعُلَ مما لامُه ياءٌ ، كذلك خَرَج هذا على أَصْلِه في فَعُلَ مما عينه ياءٌ. وعِلَّتُهما جميعاً ، يعني قَضُوَ وهَيُّؤَ ، أَن هذا بناءٌ لا يَتصَرَّف لِمُضَارَعَته مما (٤) فيه من المبالغةِ لبابِ التعجُّب ونِعْمَ وبِئْسَ ، فلمّا لم يَتَصرَّف احتملوا فيه خُروجَه في هذا الموضع مخالفاً للباب. أَلَا تَرَاهم أَنهم إِنما تَحامَوْا أَن يَبْنُوا فَعُلَ مِمَّا عينُه ياء مخافةَ انتقالِهم من الأَثقل إِلى ما هو أَثقلُ منه ، لأَنه كان يلزمهم (٥) أَن يقولوا : بُعْتُ أَبُوع وهي تَبُوعُ ، وبُوعَا (٦) ، وكذلك لو جاءَ فَعُلَ مما لامه ياءٌ مِمّا هو مُتَصرِّف للزمهم أَن يقولوا رَمَوْتُ وأَنا أَرْمُو ، ويكثر قَلْبُ الواو ياءً ، وهو أَثقل من الياء ، وهذا كما صَحَّ : ما أَطْوَلَه وأَبْيَعَه ، وهذا هو التحقيق في هذا المقام.
وتَهَايَؤُوا على ذلك : تَوَافَقُوا وتَمَالَؤُوا عليه.
وهَاءَ إِليه يَهَاءُ كيَخاف هِيئَةً بالكسرِ : اشْتَاقَ ، وهاءَ للأَمْرِ يَهَاءُ كيَخاف وَيَهِيءُ : أَخَذَ لَه هَيْأَتَهُ ، كَتَهَيَّأَ له ، وهَيَّأَه أَي الأَمرَ تَهْيِئَةً وتَهْيِيئاً : أَصْلَحَهُ فهو مُهَيَّأٌ وفي الحديث «أَقِيلُوا ذَوي الهَيْآتِ عَثَرَاتِهِمْ» قال : هم الذين لا يَعْرِفُونَ الشَّرَّ (٧) ، فَيَزِلُّ أَحدُهم الزَّلَّة. والهيئةُ : صورَة الشكل وشكْلُه (٨) وحالُه ، يريد به ذَوِي الهَيْآتِ الحَسَنة الذين يَلْزَمُون هَيْئَةً واحدةً وسَمْتاً واحداً ، ولا تَختِلف حَالاتُهم بالتَّنقُّلِ مِن هَيْئَةٍ إِلى هَيْئَةٍ.
وتقول : هِئْتُ للأَمْرِ أَهِيءُ هَيْئَةً وتَهَيَّأْتُ تَهَيُّؤًا بِمعنًى ، وقُرِئَ وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ (٩) بالكسر والهمز ، مثل هِعْتُ بِمعْنَى تَهَيَّأْتُ لَكَ.
والهَيْئَةُ : الشَّارَةُ.
والمُهَايَأْةُ : الأَمْرُ المُتَهَايَأُ عليه ، أَي أَمْرٌ يَتَهايَأُ عليه القومُ فَيَتَرَاضَوْنَ به.
والهَيْءُ بالفتح والهِيءُ بالكسر : الدُّعاءُ إِلى الطعامِ
__________________
(١) سورة الحاقة الآية ١٩.
(٢) أي في فصل هوأ.
(*) في القاموس : في بنات الأربعة أَصلاً.
(٣) بالأصل : «ابن اللحياني» خطأ.
(٤) عن اللسان ، وبالأصل «بما».
(٥) اللسان : يلزم.
(٦) في اللسان : بعت أبوع ، وهو يبوع ، وأنت أو هي تبوع ، وبوعاً وبوعوا ، وبوعى.
(٧) في النهاية : لا يُعرفون بالشر.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله صورة الشكل كذا بخطه والصواب صورة الشيء كما في النهاية».
(٩) سورة يوسف الآية ٢٣.