التكبير ، عن أَبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال : كان رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يَسْكُت بين التَّكْبِيرِ وبين القِراءَة إِسْكَاتَةً ، قال : أَحْسَبُه هُنَيْئَةً أَي شَيْءٌ يَسِيرُ قال الحافظ ابنُ حَجر في فتح الباري : وهُنَيْئة بالنون بلفظ التَّصغير ، وهو عند الأَكثر بتشديد الياءِ ، وذَكر عِياضٌ والقُرطبيُّ أَن أَكثر رُوَاةِ مُسْلِمٍ قالوه بالهمز ، وقد وقع في رواية الكَشْمَيْهَنِي : هُنَيْهَة. بقلْبِها هاءً ، وهي رِواية إسحاق والحُمَيْدِيّ في مُسْنَدَيْهما عن جَرِير وصَوَابه تَرْكُ الهَمْزَةِ على ما اختاره المصنّف تبعاً للإمام مُحيى الدِّين النّوَويّ ، فإِنه قال : الهمزُ خَطَأٌ ، وأَصلُه هَنْوَة ، فلما صُغِّرَتْ صارَت هُنَيْوَةً ، فاجتمع واوٌ وياءٌ ، سبقَتْ إِحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياءً ، ثم أُدْغِمتْ ، والصحيحُ ـ على ما قاله شيخُنا ـ ذِكْرُ الرِّوايتين على الصواب ، وتَوْجِيهُ كُلِّ واحدةٍ بما ذكروه ، وقال في المعتلّ بعد أَن ذَكر تَخطِئة النَّووي لرواية الهمز ما نصُّه : وتَعَقّبوه بأَنَّ ذلك لا يَمنع إِجازَة الهمزة فقد تُقْلَب الياءُ همزةً والعكس. قلت : والوَجْهُ الذي صَحَّ به إِبدالُها هاءً يصحُّ به إِبدالُها هَمزةً ، ولا سِيَّما بعد ما صَحَّت الروايةُ ، والله أَعلم. ويُذْكَرُ هُنَيْيّة فِي ه ن والمعتل إِن شاءَ اللهُ تعالى لأَنه موضع ذِكْرِه ، على ما صَوَّبه ، وسيأْتي الكلام عليه إِن شاءَ الله تعالى.
* ومما يستدرك عليه :
الهِنْءُ ، من الأَزْدِ ، بالكسر مهموزاً : أَبو قَبِيلَةٍ ، هكذا ضَبطه ابنُ خَطِيب الدَّهْشَة ، وسيأْتي للمصنّف في المعتلِّ.
[هوأ] : هَاءَ فلان بِنَفْسِه إِلى المَعَالِي يَهُوءُ هَوْءًا : رَفَعَهَا وسَما بِها إِليها.
والهَوْءُ مثلُ الضَّوْءِ : الهِمَّةُ ، وإِنه لَبعيدُ الهَوْءِ ، وبعيد الشَّأْوِ ، أَي بَعِيدُ الهِمَّةِ ، قال الراجِز :
لا عَاجِزَ الهَوْءِ وَلَا جَعْدَ القَدَمْ
وإِنه لذو هَوْءٍ أَي صائِبُ الرَّأْي المَاضِي ، والعامَّة تقول يَهْوِي بنفْسِه. وفلان يَهُوءُ [بنفسه] (١) إِلى المَعالي أَي يَرْفَعُهَا (٢) ويَهُمُّ بها وهُؤْتُ به خَيْراً فأَنَا أَهُوءُ به هَوْءًا أَو شَرًّا أَي أَزْنَنْتُه به بِالزَّايِ والنُّونَيْنِ ، أَي اتَّهَمْتُه وقال اللِّحيانيُّ : هُؤْتُه بِخَيْرِ و (٣) هُؤْتُه بِشَرٍّ وهُؤْتُه بمالٍ كثيرٍ هَوْأً ، أَي أَزْنَنْتُه به ، وفي المحكم : والصحيح هُوتُ به ، بغير همزٍ ، كذلك حكاه يعقوبُ.
وَوَقَع ذلك في هَوْئِي بالفتح وهُوئِي بالضم أَي ظَنِّي ، وعن أَبي عمرٍو : هُؤْتُ بِهِ وشُؤْتُ به ، أَي فَرِحتُ به.
وهَوِئَ إِليه كَفرِح : همَّ ، نقله اليزيديُّ.
وهَاءَ ، كجَاءَ مفتوح الهمزة ممدودٌ تَلْبِيَةٌ أَي بمعنى التلْبِيَة ، هكذا في نسختنا الصحيحة ، وقد وقع التصحيف هنا في نُسَخِ كَثيرةٍ فَلْيُحْذَرْ ، قَالَ الشاعر :
لَا بَلْ يُجِيبُكَ حِينَ تَدْعُو بِاسْمِه |
|
فَيَقُولُ هَاءَ وطَالَ ما لَبَّى |
[هاءَ] (٤) أَي لبيك.
وهَاءَ كلمة تستعمل عند المُناوَلة ، تقول هَاء (٥) يا رجلُ. وفيه لُغاتٌ ، تقول للمذكر والمؤنث هَاءَ ، على لفظ واحد وللمذكرين : هَاءَا ، وللمؤنّثينِ : هَائِيَا ، وللمُذَكَّرِين هاءُوا ، ولجماعة المؤنث هاءُون ومنهم من يقول للمذكر هَاءِ ، بالكسر ، أَي هاتِ وللمذكَّرَيْنِ هَائِيَا ولجمع المذكر هَاؤُوا وللمؤنَّثة هَائِي بإِثبات الياء وللمؤنَّثَيْنِ هَائِيَا ولجماعة المؤنث هَائِينَ كهَاتِيا هَاتُوا هَاتِي هَاتِين ، تُقيم الهمزةَ في جميع هذا مُقامَ التَّاء ومنهم من يقول هَاءَ بالفتح كَجَاءَ ، أَي كأَن معناه هَاكَ هَاءَ وهَاؤُما يا رجلانِ وهَاؤُمْ (٥) يا رجالُ ، وهاءِ ، بِلَا يَاءٍ وهَاؤُمَا للمؤنَثْينِ ، ولجماعة النسوة كما في لسان العرب هَاؤُمْنَ. وفي الصحاح هَاؤُنَّ تُقيم الهمزَ في ذلك مُقامَ الكاف وفيه لُغَةٌ أُخْرَى : هَأْيَا رجُلُ بهمزة ساكنة كَهَعْ وأَصله هاءْ ، أسقطت الأَلف لاجتماع الساكنين وهَائِي ، كَهَاعِي ، لِلمرأَةِ ، وللمرأَتين وكذا الذّكَرينِ هَاءَا مثل هَاعَا ، ولهنّ أَي للنسوة هَأْنَ ، كَهَعْنَ بالتسكين. وأَمَّا حَدِيثُ الرِّبا «لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ إِلا هَاءَ وهَاءَ» فسيأْتي ذكره في باب المعتل إِن شاءَ الله تعالى. وإِذا قيل لك : هَاءَ ، بالفتح ، قلت : ما أَهَاءُ ، أَي [ما] (٦) آخُذُ؟ ولا أَدْرِي ما
__________________
(١) عن الصحاح.
(٢) كذا بالأصل واللسان ؛ وفي الصحاح : يسمو بها.
(٣) القاموس : «أو» بدل «و». في القاموس : جملة : هُؤْته بخيرٍ أَو بشرٍّ مؤخرة عن جملة : وهؤت به خبراً فليلاحظ.
(٤) بالأصل جاء شرحها وسط البيت ، وقد جعلناها مستقلة عنه.
(٥) كذا بالأصل والصحاح ، وفي اللسان : هاؤموا.
(٦) عن الصحاح.