مَا كُنْتَ فيه فَانْقَطَعَ عَنْكَ ومنه قولُ بَشَّارٍ وقَصَرَه ولم يَهْمزْه ، والأَصلُ الهَمْزُ :
وَقَضَيْتُ مِنْ وَرَقِ الشَّبَابِ هَجاً |
|
مِنْ كُلِّ أَحْوَزَ رَاجِحٍ قَصَبُهْ |
والهُجَأَةُ ، كَهُمَزَة : الأَحْمَقُ من الرجال والنساءِ.
والهِجَاءُ ، ممدودٌ : تَهْجِئَةُ الحُرُوفِ.
وتَهَجَّأَ الحَرْفَ بهمزٍ ، مثل تَهَجَّاهُ بتبديل.
[هدأ] : هَدَأَ ، كمَنَع يَهْدَأُ هَدْءًا وهُدْوءًا : سَكنَ يكون في الحَرَكَة والصَّوْتِ وغيرِهما ، قال ابنُ هَرْمَةَ :
لَيْتَ السِّبَاعَ لَنَا كَانَتْ مُجَاوِرَةً |
|
وأَنَّنَا لَا نَرَى مِمَّنْ نَرَى أَحَدَا |
إِنَّ السِّبَاعَ لَتَهْدَى عَنْ فَرَائِسِهَا |
|
والنَّاسُ لَيْسَ بِهَادٍ شَرُّهُمْ أَبَدَا |
أَرَادَ : لَتَهْدَأُ ، وبِهَادِئٍ ، فأَبدَلَ الهمزةَ إِبْدَالاً صحيحاً ، وذلك أَنه جَعلَها ياءً ، فأَلحَقَ هَادِئاً (١) بِرَامٍ وسَام ، وهذا عند سيبويه إِنما يُؤْخَذُ سَمَاعاً ولو خَفَّفَها تَخْفِيفاً قياسِيّا لجعلها بَيْنَ بَيْنَ ، فكان ذلك يَكْسِرُ البَيْتَ ، والكَسْرُ لا يجوز ، وإِنما يَجوز الزِّحافُ.
والاسْمُ الهَدْأَةُ ، عن اللِّحيانيِّ.
وأَهْدَأْتُه : سَكَّنْتُه. ومن المجاز : أَهْدَأْتُ الثَّوْبَ : أَبْلَيْتُه ، كذا في الأَساس.
وهَدَأَ عَنْهُ : سَكَنَ وهَدَأَ بِالمَكَان : أَقَامَ فسَكَن ، وتَسَاقَطُوا إِلى بَلَدِ كَذَا فَهَدُؤُوا ، أَي أَقامُوا ، وهو مجازٌ.
وهَدَأَ فُلانٌ يَهْدَأُ هُدُوءًا : ماتَ
وفيْ حَدِيث أُمِّ سُلَيْمٍ قالَتْ لأَبي طَلْحَةَ عن ابْنِها «هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ»
أَي أَسْكَنُ ، كَنَتْ بذلك عن المَوْتِ ، تَطْيَيباً لقَلْبِ أَبيه.
وَلَا أَهْدَأَهُ اللهُ أَي لَا أَسْكَنَ عَنَاءَهُ (٢) تعبه ونصَبَهُ
وأَتَانَا ولو قال : أَتى ، كان أَخْصَرَ بَعْدَ هُدْءٍ بالضم مِنَ اللَّيْلِ أَو العَيْنِ وهَدْءٍ بالفتح وهَدْأَةٍ كتَمْرَةٍ وَمَهْدَإِ كمَسْكَنٍ وَهَدِيء كأَميرٍ وهُدُوءٍ فُعُولٍ ، أَي بَعْدَ هَزِيعٍ مِنَ الليْلِ ، ويكون هذا الأخيرُ مَصْدَراً وجَمْعاً ، ويُرْوَى بَيْتُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ :
شَئِزٌ جَنْبِي كَأَنِّي مَهْدَأً |
|
جَعَلَ القَيْنُ عَلَى الدَّفِّ الإِبَرْ |
بفتح الميم ، نصباً على الظرْفِ أَيْ حِينَ سَكَن الناسُ. وقد هَدَأَ اللَّيْلُ عن سيبويه ، وأَتانا وقد هَدَأَت الرِّجْلُ أَي بعد ما سَكَن الناسُ باللَّيْلِ ، وأَتانَا بعد ما هَدَأَتِ الرِّجْلُ والعَيْنُ ، أَي سَكَنَتْ وسَكَن الناسُ باللَّيْلِ ، وأَتانَا وقد هَدَأَتِ العُيُونُ ، وأَتانا هُدُوءًا ، إِذا جاءَ بعد نَوْمَةٍ ، وبعد ما هَدَأَ الناسُ ، أَي ناموا ، وهو مجازٌ أَو الهَدْءُ بالفتح مِن أَوَّل اللَّيْلِ إِلى ثُلُثِه وذلك ابتداءُ سُكُونِه ، وفي حَدِيثِ سَوَادِ بنِ قَارِبٍ «جَاءَني بَعْدَ هَدْءٍ مِن الليْلِ» أَي بَعْدَ طائِفَةٍ ذهَبَتْ منه.
وقال أَبو الهَيْثَم : يقال : نَظَرْت إِلى هَدْئِهِ ، بالهمز ، هو السِّيرَةُ ، كالهَدْيِ بالياءِ ، وإِنَما أَسْقَطُوا الهمزةَ فجعَلُوا مكانها الياءَ ، وأَصْلُهَا الهمزُ ، من هَدَأَ يَهْدَأُ إِذا سَكَنَ ، ويقال : مَرَرْتُ برجلٍ هَدْئِكَ مِنْ رَجُلٍ ، عن الزَّجَّاجيّ ، والمعروف هَدّك مِنْ رَجُل ، وقد يأْتي.
والهَدْأَةُ ، بِهَاءٍ : ع بَيْنَ الطَّائِفِ وَمَكَّةَ سُئل أَهْلُهَا : لِمَ سُمِّيَتْ هَدْأَةً؟ فقالوا : لأَنَّ المَطَر يُصِيبُها بَعْدَ هَدْأَةٍ من الليل ، و : ة بِاعْلَى مَرِّ الظَّهْرَانِ ويقال في النسبة إِليهما هو هَدَوِيٌّ ، شاذٌ عَلى غَيْرِ قِيَاسٍ مِن وَجْهَيْنِ : أَحدهما تَحْرِيك الدَّال ، والآخَر قَلْبُ الهمزةِ واواً.
ومَا لَهُ هِدْأَةُ لَيْلَةٍ ، بالكسرِ عن اللحيانيِّ ، ولم يُفَسِّرْه قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ معناه قُوتُها أَي ما يَقُوتُه ويُسَكِّنُ جُوعَه أَو سَهَرَهُ أَو هَمَّهُ.
وهَدِئَ ، كفَرِحَ هَدَأَ فَهوَ أَهْدَأُ : جَنِئَ بالجيم ، أَي انْحَنَى ، يقال : مَنْكِبٌ أَهْدَأُ وأَهْدَأَهُ الكِبَرُ أَو الضَّرْبُ.
والهَدَأُ ، مُحَرَّكَةً : صِغَرُ السَّنَام يَعْتَرِي الإِبلَ مِنْ كَثْرَةِ الحَمْلِ وهو دون الحَنَبِ (٣) والهَدَأَةُ ، بهَاءٍ : ضَرْبٌ من العَدْو (٤) نقله الصاغاني والأَهْدَأُ من المَنَاكِبِ : المَنْكِبُ
__________________
(١) اللسان : هادياً.
(٢) في القاموس : عناه.
(٣) في اللسان : الجبب. وبهامش المطبوعة المصرية : قوله الحنب الأصمعي : التحنيب في الفرس انحناء وتوتير في الصلب واليدين فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب بالجيم. أنظر الصحاح».
(٤) في المقاييس ٦ / ٤٣ العدو السهل.